على هامش الأيام المسرحية الثانية/ علي مسعاد

أحداث الربيع العربي تلقي بظلالها على الأيام المسرحية الثانية بسيدي البرنوصي

في مسرحية " الخابية " لجمعية شباب مولاي يوسف ، التي قدمت تكريما لروح فقيد المسرح المغربي عزيز العلوي ، مساء يومه الثلاثاء 27 مارس ، بالمركب الثقافي حسن الصقلي ، بمناسبة اليوم العالمي للمسرح بتعاون مع المسرح الوطني محمد الخامس ، حضرت أحداث العربي العربي ، بكل ثقلها على مجريات أحداث المسرحية ، التي نجحت على مستوى المعالجة الدرامية و الفنية ، إلا فشلت على مستوى الحفاظ على الإيقاع ، ما أسقطها في الرتابة و التمطيط ، لدرجة الملل .
المسرحية و إن استمدت قوتها ، من روح التغيير و التجديد ، من خلال " الكرسي " الذي شكل محور العرض المسرحي ، إلا أنها و لربما بسبب وفاة أحد أبطال المسرحية " عزيز العلوي " ، لم تنجح على مستوى الحفاظ على الإيقاع ، على مستوى التشخيص .
إلا أنها ، تبقى على كل حال ، عرضا محكم البناء الدرامي ، على العكس من مسرحية " الريق الناشف " لجمعية محترف شمس للمسرح ، التي اشتركت مع العرض المسرحي " الخابية " ، في ذات النهاية ، أي الدعوة إلى الأمل ، و إلى التغيير و التجديد ، من حيث الرؤية الفلسفية للعرض المسرحي ، في بعهده الفكري و الثقافي، إلا أنهمها تباينتا من حيث الرؤية الفنية و الدرامية للأحداث .
ف"الخابية " تميزت عن " الريق الناشف " على مستوى التشخيص و الكتابة الدرامية و الرمزية و الرؤية الإخراجية ، في حين أن " الريق الناشف " و إن وظف رقما رمزيا ، يحيل مباشرة على حركة 20 فبراير ، من خلال عدد الشموع والأطفال ، إلا أنها سقطت في الأخطاء التقنية على مستوى الإضاءة و الاختيار الموسيقى .
ف" الريق الناشف " هو أقرب إلى العرض الفردي منه إلى الجماعي ، بحيث غاب الحوار و حضر المونولوغ بشكل قوي ، التشخيص كان موفقا إلى حد ما ، إلا أن العمل يحتاج إلى مزيد من التنقيح و التعديل .
و هذا لا يعني أن " الريق الناشف " ، تبقى خطوة مسرحية تستحق التشجيع و الدعم ، ليس لأن الساهرين عليها ، من أبناء الحي و لهم تجربة طويلة في الميدان ، و لكن لأن " الريق الناشف " خطوة إلى الأمام ، من أجل إعادة الممارسة المسرحية بسيدي البرنوصي و ملء الفراغ الذي تركته جمعية السلام البرنوصي للمسرح .
و لأنها ، كذلك خطوة غير مسبوقة ، حيث غابت المشاركة المحلية لسنوات ، عن الأيام المسرحية حسن الصقلي و عن المهرجان الشعبي المغاربي لمحترف جمعية واحة .
من هنا تأتي ضرورة التشجيع على المبادرة و التأسيس لفعل مسرحي محترف بسيدي البرنوصي ، قادر على المنافسة وجلب الجوائز محليا ولما وطنيا .
.

كواليس الأيام المسرحية الثانية بسيدي البرنوصي
× الملف الصحفي الذي تم توزيعه من طرف إدارة المركب الثقافي حسن الصقلي ، يفتقر إلى البطاقة الفنية و التقنية ، عن الأعمال المشاركة ، مما يصعب معرفة تفاصيل العمل المسرحي المشارك .
× غيا ب الوجوه الفنية و جمعيات المجتمع المدني و رجال الإعلام و الثقافة عن الأيام ، يطرح أكثر من سؤال : هل الأمر يتعلق بغياب التواصل بين إدارة المركب و الفعاليات المحلية و الوطنية و لمن توجه الدعوات ؟ا
× ما زال أمر الجمهور المحلي ، يطرح أكثر من علامة استفهام حيث يختلط عليه الأمر بين مشاهدة مباراة في كرة القدم و بين متابعة عرض مسرحي ، ما يفيد أن جمعيات المجتمع المدني بسيدي البرنوصي ، لا تقوم بدورها في تأطير و تكوين الشباب و على الجهات المعنية ، في عدم تشجيع الأنشطة الثقافية و الفنية و المبادرات الفكرية ،في الوقت الذي تستفيد فيه الجمعيات ذات الأنشطة التافهة كالرحلات و صبيحات الأطفال ، من الدعم المادي و اللوجستيكي .
× خلال هذه الأيام المسرحية الثانية ، تبين جليا على أن إدارة المركب الثقافي حسن الصقلي ، يجب أن تفكر في خلق لجنة التنظيم ، لأن الاستعانة بشباب بلا خبرة و في آخر لحظة ، ليس حلا مناسبا لخلق فرجة مسرحية ، بسبب الصراخ و الصفير التي يحدثها جمهور الملاعب الذي يحج إلى المركب بكثافة .
× ساكنة حي سيدي البرنوصي ، الذي أسس المركب لأجلها و لأجل خلق نهضة ثقافية محلية بالحي ، تكاد تجهل أن هناك أياما مسرحية ، بسبب غياب اللافتات عن أهم شوارع الحي و الملصقات و الدعاية اللازمة لهذا الحدث ، فإلى من توجه هذه الأيام ، إن لم تكن للساكنة و أبنائها ، خصوصا و أن الملصق يتضمن " لوغو " الجهات الداعمة لهذا النشاط المسرحي ؟ا

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق