CONVERSATION
الموديل فاطمة يوسف نجمة المستقبل تتحدث عن نفسها
القاهرة اشرف علي
الموديل الشابة فاطمة يوسف تتنبأ لها مجلة الغربة بمستقبل واعد في عالم الموديل تعرفنا بنفسها وعما يدور في عقلها بخواطر ونحن نستقبل عام جديد
*
الاسم : فاطمة عفيفى زكى يوسف
اسم الشهرة : فاطمة يوسف
تاريخ الميلاد :19-4-1986
المؤهل الدراسى : بكالوريوس تجارة
طالبة بكلية الاعلام تعليم مفتوح
الخبرات : اشتغلت فترة فى شركات دعاية واعلان
موديل فاشون واعلانات تليفزيون وفوتوغرافيا ومراسلة لبعض البرامج وممثلة لبعض الافلام القصيرة
بداية دخولى فى المجال كان عن طريق الصدفة عندما تقدمت لاحدى القنوات الفضائية للعمل كمذيعة وعندما
قمت بعمل تيست للكاميرا وجدت المصور يعرض عليا العمل كموديل لحملة اعلانية وقررت خوض التجربة
وبدات بالفعل ووجدت نفسى لدى قبول لدى الناس ومنها اتت لى عروض كثيرة لعمل الاعلانات وتصوير الفوتوغرافيا وعروض الازياء وكان لدى حب استطلاع لمعرفة كل ما يخص هذا المجال واحببته بالفعل
بعض الاعمال التى قمت بها
اعلانات اتصالات- بنك مصر –كوكا كولا – شيبسى ماكس – شيكولاتة جلاكسى – روابى
– فوازير للاطفال – فوتوغرافيا لبعض المحلمحلات اوت دورbsb collection – ravin – anywea-sfira- وفوتو سيشن لبعض المواضيع فى صحف ومجلات وعروض ازياء وبرامج للميكب والشعر
افلام قصيرة التى تتحدث عن الادمان والزواج المبكر – البطالة
وقمت بتغطية مهرجان الشركات الحاصلة على الايزو كمذيعة
وعملت مراسلة ببرنامج 90 دقيقة
والان احضر لعمل فيلم سينمائى لا استطيع التحدث عن تفاصيله الان
CONVERSATION
كيف تكتشفين اسرار وجهك مع ماكياج خبيرة التجميل نجلاء شمس
القاهرة ـ اشرف علي
نجلاء شمس هى احدى الفنانات الموهوبة فى عالم المكياج الطبيعى و التجميل بدون جراحه
لها اسلوبها الخاص في صناعة الموضة واضفاء الوان خاصة بها و لمسات خاصة تنتشر باسمها في عالم الماكياج كل موسم
و هى استايلست للفنانين و لديها مكتب تصوير و سنتر تجميل ملحقان ببعضهما فى مكتبها الخاص ( ناناش ميك اب استوديو ) و لديها ايضا عديد من النشاطات فى مجال الميديا
في البداية ما اهم نصائحك للحصول على مكياج جيد؟
لو الماكياج فاتح هادى يناسب النهار و العمل
و لو الماكياج مبهج يناسب بعد الظهر و الصيف
و لو غامق يناسب السهره و المناسبات
نصيحة اخيرة ؟
كل ملامح لها مميزات يجب استغلالها وعيوب يجب اخفائها بالماكياج بشرط ان يكون مناسب للملابس و الملامح و المناسبه
نود ان نعرف بدايتك في عالم المكياج ؟
تقول نجلاء شمس بدأت العمل في هذا المجال منذ 8 سنوات تقريبا لكنها كانت موهوبة من الصغر ودعمت الموهبة بالدراسة . ويميزها في الماكياج والتجميل انها تعتمد على خبايا و ملامح جمال الفتاة او المرأة ولا تعتمد على اشياء اضافية او صناعية حيث يمكنها ايضا ان تغير من اطلالة الفتاة او المرأة تماما بدون اي اضافات او اشياء صناعية تغير الملامح لفترة قصيرة و علاجها لمشاكل البشرة و الشعر بمواد طبيعية و طبية بعيدا عن العمليات التجميلية و بذلك يكون جمالالفتاة او المرأة نابع منها بدون اي اضافات .
كما تقوم بعمل
نيو لوك بمستحضرات التجميل وتصميم الاستايل
CONVERSATION
الموديل نهى جابر للغربة: سنة حلوة علينا وعلى الكل
القاهرة ـ اشرف علي
الموديل الشابة نهى جابر من الوجوة الفنية الواعدة التي تمارس عملها باتقان شديد ويشهد لها الجميع بالموهبة الكبيرة في عالم الفاشون والمكياج كما يشهدون باخلاقها العالية تتحدث عن نفسها في سي في مختصر
الاسم : نهى جابر عبده جابر
السن : 23
المؤهل : خدمة اجتماعية من 3 سنوات
بدأت العمل من 4 سنوات مع مصممين ازياء فرنسيين كعارضة ازياء على المسرح في العروض الكبرى في مصر
دخلت بعدها مجال موديل الماكياج مع خبيرة التجميل نجلا شمس التي اظهرت موهبتي في مجال موديل الميكب و في مجال التصوير الفوتوغرافي حيث ارشدتني الى ان اكون بجوار الموديل على المسرح ان اكون ايضا موديل تصوير فوتوغرافي للأزياء و للمكياج و من خلال ذلك اشتركت في كتالوج الوجوه الجديدة ايجي موديل كتالوج لأعرض نفسي من خلاله كعارضة او موديل على المسرح و التصوير الفوتوغرافي و أيضا في مجال الاعلانات المصورة و أعرض نفسي من خلاله ايضا كوجه جديد للتمثيل و هو ما ساعدني بالفعل رغم عدم صدور الكتاوج بعد الا انه كان السبب في ترشحي في عمل سينيمائي مع المخرج ياسر الدغيدي و فيلم 3 في ورطة .
هواياتي . الموسيقى و متابعة الموضة و الفاشون من جميع انحاء العالم
في النهاية تتمنى نهى ان يكون عام 2012 خير على الجميع وان يعم السلام العالم وان تصبح نجمة في عالم الفن
CONVERSATION
فرقة أرز لبنان الفلكلورية في دبكات خالدة
CONVERSATION
عندما تعزف المومياء موسيقى أم كلثوم
CONVERSATION
على هامش برنامج بدون حرج حول الإدمان على الكحول بقناة ميدي 1 سات/ علي مسعاد
أي معايير في اختيار ضيوف البرنامج ؟ا
من بين البرامج التي لاقت إستحسانا ، لدى المشاهد المغربي ،في الشهور القليلة الماضية ، بقناة ميدي 1 سات ، نجد " من قريب " و " المواطن اليوم " و برنامج " بدون حرج " ، الذي أصبح يستقطب إليه العديد من المشاهدين المغاربة ،هنا وهناك ، بالنظر إلى المواضيع المجتمعية الحساسة التي يتناولها ، كل حلقة ك " الدعارة " ، " الشعوذة " ، " التحرش الجنسي " و غيرها من المواضيع و القضايا اليومية ، هذا فضلا عن مستوى إدارة النقاش الذي يساهم بدور كبير في تناول الملف من مختلف جوانبه ، النفسي ، الإجتماعي ، القانوني و التربوي ، إلا أن هذه المعطيات كادت تغيب عن الحلقة ، التي بثت بداية الأسبوع الجاري ، حول موضوع " الإدمان على الكحول " ، حيث خفقت منشطة البرنامج في استضافة متدخلين لإنقاذ النقاش من السقوط في الإسفاف و السوقية ، التي ميزت مداخلات البعض ، مما يطرح أكثر من سؤال : ما هي المعايير التي بموجبها يتم إختيار الضيوف ؟ا وهل البرنامج بعد الإشعاع الذي أصبح يعرفه ، في الأسابيع الأخيرة ، قد يساهم في الثقة الزائدة عن النفس، لدى منشطة البرنامج ، وبالتالي سقوطها في العشوائية وعدم الدقة في إختيار الضيوف ؟ا
لأن الحلقة المعنية ، بهذه الورقة ، عانت بشكل كبير، من ضعف مستوى المداخلات و سوقيتها ، لدرجة قد تفقد لهذا البرنامج الحواري ، تألقه و إشعاعه الإعلامي ، الذي عرف به منذ شهور .
لأن ميزة البرامج الحوارية ، هو مستوى النقاش الدائر ، ودرجة قربه من الموضوعية و العلمية ، وليس المداخلة من أجل تمديد مدة البرنامج دون التقدم في النقاش بمعلومات و معطيات جديدة قد تغيب عن المشاهد العادي و تحضر لدى المتخصص ،وبالتالي الخروج بخلاصات قد تزيد بدرجة أو بأخرى في وعي المشاهد .
خاصة وأن مستقبل البرامج الحوارية الاجتماعية ، في المشهد التلفزي المغربي ، ما زال ينتظرها الكثير من الاجتهاد و البحث لاستقطاب مزيد من المشاهدين المفترضين ، عوض تهجيرهم إلى القنوات الفضائية العربية و الأجنبية ، من هنا بات لزاما على منشطة البرنامج، ولها كامل الحرية في القبول أو الرفض ، قليلا من التأمل و كثيرا من الصرامة في اختيار الضيوف ، حتى لا يسقط البرنامج ، مرة أخرى ، في متاهة الرداءة و السوقية في الحوار وسقوطه في الاجترار لدرجة الرتابة .
هامش :
قناة ميدي 1 سات
برنامج " بدون حرج "
موضوع الحلقة " الإدمان على الكحول"
حلقة 26.12.2011
CONVERSATION
فرقة أرز لبنان الفلكلورية في استعراض بانكستاون 86
CONVERSATION
فرقة أرز لبنان الفلكلورية في مسرحية جسر القمر
CONVERSATION
فرقة أرز لبنان الفلكلورية في مهرجان صدى الأمواج
CONVERSATION
فرقة أرز لبنان في مهرجان أيام فخر الدين
CONVERSATION
إبتكار موسيقي جديد للدكتور إميل خوري
إبتكر الموسيقار الأردني المعـروف الدكتور اميل خوري قالبا ً موسيقيا ً جديدا ً بعنوان "أدوار"، وذلك على غرار القوالب الموسيقية الشرقية مثل السماعي واللونغا والبشرف والتحميلة وغيرها. تقوم فكرة "أدوار" على تبادل حصري للجمل اللحنية بين الآلات الموسيقية (كالعود والقانون والناي والكمان والأوكورديون) بأسلوب حواري جميل، يتم من خلاله إبراز المهارات الموسيقية للعازفين، بالإضافة الى الإمكانيات الفنية للآلات المشاركة في الحوار الموسيقي. يتـكوّن القالب من خمس خانات موسيقية (أولى وثانية وثالثة ورابعة وسينيو) وبإ يقاعات متـنوعة (كالوحدة الكبيرة والبلدي والشفتاتـللي والفوكس أو ما يسمى بالبولكا في الموسيقى الغربية) تتراوح سرعاتها بين معتدل الى معتدل السرعة.
أما عن أبرز أعمال د. خوري الفنية ألتي يجري العمل على تحضيرها حاليا ً موسيقى "حوار" مع فرقة عمان للموسيقى العربية (بقيادة الأستاذ صخر حتر) وأغنية "يا بلدي" (كلمات عارف اللافي ود. خوري وغناء نتالي السمعان) مع أوركسترا المعهد الوطني للموسيقى (بقيادة المايسترو محمد عثمان صدّيق) وأغاني وطنية أخرى مثل "بعيدك فرحتـنا تكبر" و "الكل معاك يا عبدالله" و "أردن يا عالي الرّ ايات" من غناء وأداء فرقة بيت الرّ واد التابعة لأمانة عمان الكبرى، والتي تضم نخبة من كبار المطربين والموسيقيين الأردنيين، وذلك بمناسبة عيد ميلاد حضرة صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظم (حفظه الله ورعاه).
CONVERSATION
فيلم حبيبي راسك خربان يحصد مهر دبي الذهبي
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)--
فاز الفيلم الفلسطيني "حبيبي راسك خربان" بجائزة المهر الذهبي في مهرجان دبي السينمائي خلال دورته الثامنة، كما حصل الفيلم على جائزة أفضل ممثلة، وأفضل مونتاج، وجائزة فيبريسي الخاصة للأفلام.
ويحكي الفيلم الروائي، وهو أول فيلم طويل يصور في قطاع غزة منذ 15 عاماً، قصة قيس وليلى بطريقة حديثة، وفيها يعود طالبان فلسطينيان بالقوة إلى قطاع غزة من الدراسة في الضفة الغربية، ويحاولان الصمود بحبهما أمام الجميع.
والفيلم من إخراج سوزان يوسف، ومن تمثيل: قيس ناشف، وميساء عبد الهادي.
أما جائزة أفضل فيلم وثائقي فكانت من نصيب "القطاع صفر" للمخرج نديم مشلاوي، وذهبت جائزة لجنة التحكيم الخاصة إلى فيلم "حلبجة: الأطفال المفقودون" للمخرج أكرم حيدو، أما الجائزة الثانية فكانت من نصيب فيلم "هنا نغرق الجزائريين- 17 أكتوبر 1961" للمخرجة ياسمين عدي، بينما حاز فيلم "لا خوف بعد اليوم" على شهادة تقدير.
وفي فئة الأفلام الروائية الطويلة، حاز فيلم "الجمعة الأخيرة" على جائزة التحكيم الخاصة، وهو من إخراج الأردني يحيى العبد الله، وحاز فيلم "شي غادي وشي جاي" على جائزة أفضل سيناريو، أما جائزة أفضل موسيقى فذهبت للثلاثي جبران عن فيلم "الجمعة الأخيرة".
أما جائزة المهر الإماراتي فكانت من نصيب الإماراتية نجوم الغانم عن فيلمها "أمل"، وحاز فيلم "لندن بعيون امرأة محجبة" للإماراتية مريم السركال.
وقد عرض في حفل ختام المهرجان فيلم "أسبوعي مع مارلين"، بينما كان فيلم الافتتاح هو الجزء الرابع من فيلم "المهمة المستحيلة" لطوم كروز، الذي كان ضيف حفل افتتاح المهرجان في دورته الثامنة.
CONVERSATION
فرقة أرز لبنان الفلكلورية في ضيعة عين الرمان
CONVERSATION
مهرجان الفنان جوزاف عازار وفرقة ارز لبنان الفلكلورية
CONVERSATION
غنت فيروز لجمهور تجاوز الحدود أيقظت مشاعر الحنين وأطربت الآلاف
كلما أطلت فيروز على المسرح، خشع الجالسون في حضورها. كلما غنت فيروز على المسرح، حمل طيفها الجالسين في حضورها الى الصباحات التي ألفوا فيها صوتها نوراً يحملهم الى الآتي من الزمن. كلما غابت فيروز خلف الستارة، شرع الترقب يغذّي لهفة العودة. كلما ودعت فيروز الآتين اليها، ارتحلت أرواحهم في ثنايا طيفها، علّ الأزلي منها يهديهم الى درب العودة.
يُشعر الحاضرون في مسرح "بلاتيا" في ساحل علما من يراقبهم بأن لكل منهم حكايته مع السيدة. وكأن كلاً منهم غفا طفلاً على هدهدة صوتها، وكأن كل شابة رندحت لها أمها "يلا تنام ريما" ولو لم يكن شعرها "أشقر ومنقّى"، وكأن كل شاب بكى يوماً في غربته وهو يستمع الى "خدني زرعني بأرض لبنان"... لكل حكايته وأغنيته وحركته ولحظته معها. هي كلهم جميعاً، لهم ومنهم وفيهم في كل أوقاتهم، في حلو حياتهم ومرها، في أرضهم وغربتهم. يأتون اليها كالعائدين الى مهد الطفولة ونبع الصبا ومرقد الوداع، ويرحلون معها الى حيث تريد. لا يسألون، لا يستفسرون، لا يستغربون. باتت فيروز للناس المرأة الأكثر من كائن. هي سر التكوين حين يتجسد وينطق. حالهم ان الخارجة من خلف الستارة على المسرح ليست بشراً من الطينة التي هم عليها. لا يريدونها أساساً ان تكون مثلهم. هي صورة الذات البشرية التي وهبها بارئها أكثر مما يحق للعاديين من الناس. يريدونها ان تكون كذلك، ويريدون لها ان تبقى الصوت الذي يضيء لهم الظلمة ويعلن موعد طلوع الشمس.
كلما باعدت فيروز بين إطلالاتها على ناسها، اشتاق اليها الجميع. حين تطل عليهم مرتين في نحو سنة، لا ملجأ لهم سوى ان يطالبوها بالمزيد. كل موعد هو لما بعده، لسؤال المتى الذي يؤرق أذهان العاشقين. ينتظرون منها الجديد، تلاقيهم بالقديم. ينصتون الى ذكريات أعمارهم بصوتها، تنقلهم الى "جسر اللوزية"، يراقبون معها سطح الجيران في "طيري يا طيارة طيري"، ينساهم الزمان وهو على طريق العودة الى البدايات. كانت فيروز في أولى أمسياتها الأربع (تستكمل مساء اليوم، والجمعة 16 من الجاري والسبت 17 منه)، كالأيقونة التي تستزيد من ماضيها موقداً لحاضرها، كمن تقول لناسها ان فيروز هي هي، بلا تقديم أو مقدمات، بصوتها الذي يعرف ان يرسم حدود آثار الزمن ويتأقلم معه ليحرّك كل حواسه.
أرادت فيروز ان تقول للحاضرين الكثير مما أرادوا ان يسمعوه. أعادتهم الى قديمها، الى أنفسهم، الى أفراحها وآمالها وصباحاتها ومساءاتها، الى بيروت وشامِها وعصافير المواسم المتنقلة بينهما. كانت فيروز قديمة وجديدة ودائمة ومتجددة. جمودها حركة وصمتها كلام، والدف الصغير الذي حملته على الخشبة أقام مسرحاً بأكمله ولم يقعده. كانت فيروز خليط الأسرار والمفاجآت ولحظات الأسر والدمع والعشق والحب والأسى، ولوعة الأرض، وضعف الحب، وقوة الشوق، والبلاد التي تحميها العينان.
كانت فيروز ملكة على عرش لا يسعه مُلك الأرض. لا يرى الحاضرون عالماً أبعد من النقطة الصغيرة التي يشع منها نور الحياة. سيدة صوتها حياة، وفيه ما يكفيهم منها. هو النهم المتحكم حتى رفض الانعتاق. أعادت فيروز كثيرين ممن رحلوا، واستضافت بعضاً ممن رحلوا. الى هنا عاد نصري، وفي الزاوية كان زياد. طيف عاصي أينما كان، وكأنما هو الشوق الذي يحملها الى رفيق الدرب الذي وجد فيها ضالته وتحفته وأيقونته. اختصرت فيروز كل هؤلاء. رجال في سيدة. مبدعون في عبقرية. قديسون في أيقونة. أربع أمسيات في دهر. كل لقاء يحمل معه أثر الوداع وتأثره. غنته فيروز بعدما خرجت. عادت والطيف معها. غادرت وأرواح الكل ملك صوتها. ستكون معنا اليوم والجمعة والسبت. ستمضي السيدة الى ما بعد أيامنا. أحدٌ لن ينسى. أحدٌ لا يريد ان ينسى.
النهار ـ كريم أبو مرعي
CONVERSATION
فرقة أرز لبنان الفلكلورية تبدع عام 1993 بمسرحية صيف 840
CONVERSATION
اعتقال الفنان السوري آل رشي لمشاركته في المظاهرات المناهضة للنظام
العربية ـ بيروت - محمد زيد مستو
أفادت لجان التنسيق المحلية في سوريا، بأن قوات الأمن اعتقلت الممثل والمخرج السوري محمد آل رشي، عصر أمس الخميس، مضيفة أنه اعتقل أمام زوجته وأولاده من منزله في حي ركن الدين بدمشق.
وبحسب لجان التنسيق، فإن آل رشي مُنع في وقت سابق من السفر لحضور مهرجان دبي السينمائي وطُلب منه مراجعة فرع الأمن العسكري.
ويعتبر الممثل والمخرج محمد آل رشي الكردي الأصل ونجل الفنان السوري الشهير عبد الرحمن آل رشي، من الفنانين الذين عرفوا بمواقفهم الداعية للثورة السورية، وإسقاط النظام السوري الحالي للمطالبة بدولة ديمقراطية.
و في 17 يوليو/حزيران الماضي ظهر آل رشي في فيديو نشره ناشطون على الإنترنت، وهو يهتف بالحرية وسقوط النظام بحشد من الناس، خلال مشاركته بتعزية أهالي الشهداء في حي القابون بدمشق.
وكان لافتا حينها الهتاف الذي أطلقه آل رشي بين الجموع بقوله "عاشت سوريا ويسقط بشار الأسد"، حيث اعتبر أول موقف بهذه القوة يعلنه ممثل سوري.
وسبق للفنان آل رشي أن شارك في المظاهرات التي شهدتها منطقة ركن الدين بدمشق ضمن فعاليات جمعة أسرى الحرية، وذكرت مواقع أنه أمسك بالميكرفون وهتف: كاذب .. كاذب .. كاذب .. الإعلام السوري كاذب".
انقسام الوسط الفني
وشهد الوسط الفني السوري انقساماً حاداً في المواقف المؤيدة والمعارضة للاحتجاجات التي انطلقت في منتصف مارس/آذار الماضي، وسط أزمة حادة تعيشها الدراما السورية جراء الأحداث الجارية في البلاد.
وناصر حوالي 10% من الفنانين الثورة، فيما اصطف حوالي 10% آخرين مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد، في حين فضّل معظم الفنانين السوريين الآخرين الصمت إزاء ما تشهده بلادهم حسب تصريحات سابقة للفنانين السوريين التوأم ملص في لقاء مع "العربية.نت".
CONVERSATION
روبن هود: فيلم يتجاوز الطرح الفلكلوري ويكشف مآزق الحروب الصليبية/ سليمان الحقيوي
تشكل صورة الآخر العربي مصدر اجتذاب السينما الأمريكية، ولم تكن هذه الغواية مجرد مادة لصناعة السينما، بل ثمرة عوامل دينية واجتماعية وسياسية قوية التأثير، فمن العوامل السياسية التي غذت هذا الاتجاه الاهتمام المتلاحق بالإنسان العربي فكرا وثقافة منذ الثلاثاء الأسود، حيث سيشكل سمة وميسم للعديد من الأعمال السينمائية الأمريكية التي جعلت هذا الآخر مادة للملاحقة. فإذا كان تشويه صورة العربي غاية مقصودة عند البعض، فان هذا الأمر قد كان فرصة عند آخرين لرأب الصدع ومحاولة تناول القضايا العربية برؤية معتدلة.
إن الآخر العربي على كثرة حضوره في الأعمال السينمائية الأمريكية، لم يلق عناية وتتبعا يفضيان إلى نظرة موضوعية تنتهي بحكام ينقل صورة حقيقية عنه، وفي مقابل ذلك لا يمكننا إخفاء الإعجاب والتقدير تجاه أعمال أخرى تعتبر السينما وسيلة حوار فعالة تسهاهم في خلق تواصل ثقافي بين الشعوب، ويعتبر المخرج الانجليزي ريدلي سكوت أحد أبرز المخرجين بما يقدمه من أعمال سينمائية متنوعة متقنة الصنعة حيث تشكل لحظة وقوفه وراء الكاميرا مسؤولية كبرى تجعله ينتقي ويفهم بعمق المواضيع التي يشتغل عليها، والملاحظ أن حرص ريدلي سكوت يتزايد بشكل كبير كلما تعلق الأمر بعمل سينمائي يكون المجتمع العربي جزءا منه, ولعل أفلامه: "مملكة السماء" و"كيان من الأكاذيب" هي أعمال تؤكد هذا الحكم، كما تدل على الاتجاه الذي خطه هذا المخرج لنفسه وهو اتجاه يجعل من فهم صورة الآخر غاية كبرى، وقد ازداد هذا الاتجاه وضوحا في فيلمه الجديد "روبن هود" الذي جعله المخرج فرصة للعودة إلى موضوع الحروب الصليبة الذي سبق وأن اشتغل عليه في فيلم "مملكة السماء".
لقد شكل اختيار ريدي سكوت الاشتغال على قصة "روبن هود" ضجة إعلامية وتساؤلات كبيرة تتعلق بنوعية الإضافة التي سيقدمها هذا العمل فالقصة معروفة ومستهلكة، حيث سيستدعي المخرج نفس التاريخ مع التركيز على قصة عودة "روبن هود" من الأراضي المقدسة، ويعود "سكوت" للاشتغال برفقة ممثله المفضل "راسل كروا" و الممثلة الاسترالية "كيت بلانشيت"، فيعود بنا هذا العمل إلى القرن الثالث عشر ومرحلة عودة الجنود الصليبين من الأراضي المقدسة بعد حملاتهم لتحرير القدس التي باءت بالفشل، ويعرض الفيلم محاولة ملوك أوروبا تغطية تكاليف هذه الحروب بشتى الطرق. حتى إذا استدعى الأمر سلب المواطن كل ما يملكه من خلال فرض الضرائب الثقيلة. وخلال رحلة العودة يلتقي "روبن هود" مع أحد الفرسان المكلفين بإعادة تاج الملك "ريتشارد" وفي لحظات الاحتضار سيطلب هذا الفارس من "روبن هود" إعادة سيفه إلى والده، فيقبل البطل بهذه المهمة، لكنه سيتفاجئ بطلب الأب "غودفري" الثري الأعمى أن يحل محل ابنه المتوفى ويستلم قيادة الأسرة والحصول على المال والزوجة "ماريان" ، وفي نفس الوقت كان ملك انكلترا جون يفرض المزيد من الضرائب والوصايا، فكان يفتح على نفسه أبواب الصراعات الداخلية بقيادة الأثرياء، والخارجية المتمثلة في تربص ملك فرنسا، فينتهي صراعه مع النبلاء بوعود تقتضي الحد من الضرائب وسطوة الدولة، و بعد أن تنتهى الحروب وتنتصر انكلترا في حروبها يتوقع الجميع أن يفي الملك جون بوعده بمنح مزيد من الحريات والعدالة وفي يوم توقيع الاتفاقية مع الاثرياء الذين آزروه يخلف الوعد.. ففرض المزيد من الضرائب والقوانين التعسفية ، ففرض هذا الواقع بروز بطل شعبي "اسمه روبن هود".
بداية يمكننا تسجيل ذهاب هذا العمل السينمائي إلى خارج حدود الطرح الفلكلوري للحكاية وللشخصية التي تحولت إلى أسطورة خالدة، انه يذهب إلى تحليل الشخصية والمرحلة والعلاقات التي تحيط بتلك الشخصية وظروف كل منها. حيث برزت العلاقة بين روبن هود وصديقته ماريان وأيضا السير جود فري وشريف نوتنغهام والملك ريتشارد والأمير جون، والفيلم يجمع المغامرة بالطرح السياسي والاجتماعي، حيث اعتمد ريدلي سكوت على نص تحليلي عميق، حيث المواجهة بين الرفض والسلطة، بين المستعبَد والمستعبد، بين العامة والخاصة، بين العبيد والأسياد.
لقد خلف هذا العمل روى نقدية متباينة تراوحت بين الإعجاب بطريقة تناول المخرج لقصة "روبن هود" الذي ألقى الضوء على مرحلة مهمة من تاريخ هذا البطل تمثلت في عودته من الحروب الصليبة، بالإضافة إلى تركيزه على بداية صراعه مع ملك انجلترا، فيما لم يجد البعض في هذا العمل أكثر من كونه إعادة إحياء قصة مستهلكة استدعاها ريدلي سكوت لكنه حشد لها نجوما كبار وإمكانات هائلة, لكن اختيار المخرج الاشتغال على مرحلة مهمة من حياة روبن هود وهي مشاركته في الحروب الصليبة قد حمل إضافات كبيرة حيث عكست موقف "روبن هود" وأتباعه من الحروب الصليبة, وهذا الموقف قد برز كثيرا في المشهد الذي سيتنكر فيه الملك ريتشارد قصد التجسس على حال الجنود فيصادف ذلك عراكا بين "روبن هود" وأحد الجنود وبعد إعجاب ريتشارد بموقف "روبن هود" الشجاع سيوجه إليه سؤال حول ما إذا كان الرب راضيا عن الملك وحملاته، ورغم حساسية الموقف لم يتوانى "روبن هود" في إخبار الملك بأن الرب لن يكون راضيا عنه بسبب المآزق الأخلاقية التي قام بها الجنود الصليبيون، من مذابح وقتل للنساء والأطفال...ويذكرنا هذا الموقف بموضوع فيلم مملكة السماء الذي سبق وأن حمل رؤية معتدلة عن هذه الحروب وفضح الدوافع التي حركتها بعيدا عن مزاعم الكنيسة، ورغم كون هدا المشهد الحواري بين "روبن هود" والملك "ريتشارد" حوارا عابرا، إلا انه يشي بعديد من الخبايا أولها وفاء المخرج لنهجه المعتدل في تناول القضايا العربية، ثم تعبير روبن هود عن موقفه الرافض للحروب الصليبية وهو موقف يمكننا تعميمه على الكثير من الجنود الذين شاركوا في هذه الحروب. لقد سبق للمخرج أن تعرض لمجموعة من الانتقادات بسبب فيلمه مملكة السماء حيث اتهم بأنه يحمل رؤية إرهابية لموضوع الحروب الصليبية. لكنه نجده يعيد الكرة وإن كانت هذه المرة بشكل متخف لكن له تأثيره العميق على المتلقي.
* كاتب وناقد سينمائي من المغرب
CONVERSATION
جوقة الكروان العبلينية تحلق في فضاءاتِ يافا/ فاطمة ذياب
لم تتسع جدرانُ قاعة المركز الموسيقيّ في يافا لاحتضان الكمّ الكبير من مئات الحضور، الذين قدِموا من بعيد وقريب لحضور الأمسية الفنيّة الكبيرة لجوقةِ الكروان العبلينيّة في عرضها الباهر "اِحكيلي"، وذلك بتاريخ 1-12-2011، وقد غصّت القاعة بشيبِ أهل يافا وشبابها ونسائِها وأطفالها، الذين تفاعلوا مع الفقرات الغنائيّةِ المُعززة بأداء جوقة الكروان الغنائيّ والموسيقيّ الرّائع، وأبدَوْا إعجابَهم الشّديد واستحسانَهم لهذا العرض الرّاقي المميّز، والذي شملَ أغاني فيروزيّة، غنّت للوطن والماضي والحاضر والمستقبل، للحُلم وللفرح والعودة، وألهبت حماسَ الجمهور وتفاعله بالحبّ والأمل.
استهلّ الأمسية الكروانيّة المحامي أحمد بلحة؛ مسؤول القسم العربيّ في المكملة ليافا، فشكر أعضاء لجنة الثقافة العربيّة في المكملة ليافا، لجهودِهم الجبّارة التي بذلوها في إنجاح هذه الأمسية الكروانيّة رغم كل الظروف الاقتصاديّة، ورحّب بالجمهور الغفير الذي تمكّنَ من الدّخول، واعتذر ممّن لم يتمكّنوا من دخول القاعةِ لضيقها، كما رحّب بأعضاء جوقةِ الكروان وقائدها نبيه عوّاد وعازفيها وكلّ مَن ينضوي تحت إطار الكروان، مشدّدًا على أهمّيّة جوقة الكروان ككنز حضاريّ يُشرّفُ الوطن، يجب تقديره والحفاظ على مسيرته المسؤولة، ونوّه إلى أهمّيّة هذا العمل الفنّيّ الوطنيّ الحضاريّ الضّخم والمُلتزم، الذي يحكي قصّة وطننا الحبيب المتمثّلُ رمزًا بعروس البحر يافا، كما شكر المايسترو الفنان القدير نبيه عوّاد الذي يخدمُ الوطن بفنّهِ وإيمانِهِ ورسالتِهِ الرّاقية رغمَ كلّ الظروف، وشكر المخرج أحمد دخان، والممثلين، والكاتب زهير دعيم مؤلف المسرحيّة، وعريف الأمسية الأستاذ فكتور روحانا.
وأقولُ: يافا.. يا كلَّ حبّة ترابٍ تراقصت مع جوقة الكروان، ومع لحظةِ صمتٍ خاشعٍ أطلّ فيها المايسترو الفنان نبيه عوّاد شامخًا، يتحدّى الضّجيج والصّخب مِن حولِهِ، ويخترقُ العُلبَ المُعلّبة بفوضى الهمس، كي يَسحبَنا مِن كلّ ما فينا مِن وجعٍ وخوفٍ ويأسٍ إلى فضاءاتِهِ، إلى المسافاتِ الأبعدِ والمساحاتِ الأوسعِ والمداراتِ الأعمق، ويغوصَ داخلَنا ونغوصَ فيهِ عشقًا لذاكَ الزمن الذي يَسكنُنا مغنّى على أجنحةٍ فيروزيّة، مُعطّرًا بعبقِ جذورِنا وحكاياتِنا القادمة عبْرَ حناجر جوقة الكروان، كي تستنهضَ الهِممَ (احكيلي)، ونحكي لها وتحكي لنا الزمن المتأصّلَ بجذورِ جذورنا، وتتدفّق جوقة الكروان كما النّهر بالألحان الشجيّةِ والكلماتِ النديّة، والصّوت كروانيًّا يأخذُنا إلى الرّحابنة وإلى فيروز المجد، ليتربّع على عرش نبيه عوّاد ابن عبلين الجليليّة، الذي عشقَ الفنّ فاحترفه، وعشق الكمانَ فأبدع، ومِن عمرِهِ أعطى أكثرَ مِن نصفِهِ هيامًا لفنّهِ وإيمانِه، كي تتولّدَ من رحم عبلين جوقة الكروان، وكي ترنو الأنظارُ مشدوهةً لطلّةِ جوقة الكروان، ولتخفقَ الأسماعُ لأرَقِّ وأرقى أداء.
لم تكن لديّ فكرةٌ مسبقة عن لونِ وطعم ورائحةِ هذه الليلة، حين حملَني حبُّ استطلاعي لمرافقةِ جوقةِ الكروان برفقة صديقتي الشاعرة آمال عوّاد رضوان إحدى أعضاء جوقة الكروان، وكنتُ ألتهمُ الدّقائقَ الفاصلة كي يبزغَ فجرُ مساءِ يافا مع جوقة الكروان بِطلّتِها الفيروزيّةِ التي صاغتها بسحرِ الحضورِ وشجنِ الحُلم، وحينها أدركتُ أنّنا امتدادُ الرّوح لروح يافا، ولكونٍ يشهدُ أنّ النّصّ والوجعَ والنزفَ والسّكين لم تزلْ في خاصرةِ الوطن المحتلّ، وأنّنا لم نزلْ نصوغُ آلامَنا وأحلامَنا أنغامًا وألوانًا وثرثرةً إبداعيّة فنيّة خلاّقة، فيغمرُنا المكانُ بالحُبّ والدّفءِ والمودّة، كما لو كنّا وُلدنا فيه، ويُعمّقُ الجذورَ والعطاءَ والامتدادَ والعراقة والأصولَ في نفوسِنا لهذه الأرض ولهذا الوطن الطيّب!
في جوقةِ الكروان ينصهرُ الواحدُ مع الكلّ ومع الفرقة الموسيقيّة، وتغدو المجموعة لحمة متآلفة من ملحمة إبداعيّةٍ فنيّةٍ رائعة، ولوحة متكاملة الألوان في مداها، متناسقة الأطياف مترامية الأطراف في أبعادِها، ما بين ناي وعود وكمان ودفّ وبيانو وبُزق وساكسفون، فكلّ هذه الآلات الجامدة بأوتارها وثقوبها وفراغاتها وامتلاءاتها طيّعةً ليّنةً تبدو بين أصابع عاشقيها، وينهمرُ العشقُ مطرًا فيروزيًّا كي يرتقيَ العملُ ككلّ متناغمًا في قمّة الرّوعة وغاية الإبداع، وفي حالةٍ من النشوة والانبهار والاندهاش، كما لو كنّا نُعايشُ فيروز ونشتاق طلّتها في جوقة الكروان، كي تزدادَ اللّوحة تألّقًا ويكتملُ الانبهارُ إشعاعًا.
سالت دمعةٌ على خدّي تُهاتفني: يااااه..
لو أنّ الملائكة تحملُكِ فيروز إلينا في لحظةِ اختراقٍ للمكان والزمان، أمامّنا هنا وفوق منصّة يافا، كي تُعانقي سكرة اللقاء مع جوقةِ الكروان ومع أروع عزف وغناءٍ يُطربُ قلبك!
فيروز.. لكِ في قلوبنا مكانًا لا يُزاحمُكِ فيهِ أحد، والرّحابنة هم هالةُ المكان وضوؤُهُ والقمرُ والشّمس، وعشقًا تفجّرَ تصفيقُ المئاتِ من الحضور مثلي، فأصغى وأنصتَ بكلّ جارحةٍ من جوارحه، حين سحبَنا الموجُ واللّحنُ والعزفُ وكلُّ أشرعةِ النّصّ مِن ذواتنا، وغادرناها على أجنحةِ جوقةِ الكروان عزفًا وصوتًا إلى يافا، وخبّرَنا عن يافا، فتُطلُّ علينا يافا ويصبحُ البحرُ أمامنا، والميناء والشراع وحلقات الصيّادين، يومَ نادانا البحرُ فهيّأناهُ المجدافَ حكايةَ روحٍ تروي الاقتلاع، ونُعانقُهُ بالدّمع ونصلُ الماءَ بالسّماء، وبقسوةِ نداءِ الموتِ إذ طافَ .. ياااااااه..
شيءٌ فوق الوصف يُفجّرُنا بالوجع القادم من كلّ الةٍ وكلّ صوت وكل عزف مُحكَمًا مُتقنًا مُبدِعًا عالميّ الأسلوب والأداء، وتتداخل الأسماء والوجوه والآلات، فينصهرُ الواحدُ في الكلّ هارمونيًّا متجانسًا، وإن اختلس لذاته مساحةً استعراضيّة يُبرزُ فيها موهبتَهُ وقدرتَهُ على العزف، ما بين تقاسيم الناي وانفراديّة البيانو والسّكسفون وأية آلةٍ أخرى، كتأكيدٍ على التمكّن ومهارة الأنامل في عشق الآلة بروحٍ فنيّةٍ، وهذا التفرّد الإبداعيّ والغنائيّ، والرّيحُ لمّا تزل تهبُّ وتصيحُ وتعِدُنا بالرّجوع إلى يافا.
نواصلُ الإصغاءَ وتُواصل الكروان غناءها وعزفها اللذيْن يتغلغلان في أعماق ليلنا، فيكتبُنا ونكتبُهُ فوقَ الجبل والغيم الأزرق وطنًا من القمر والندى والزنبق، كي يظلّ هذا الوطنُ هو الأقوى والأغنى، بل يغدو هو الدّنيا، نُسكنُهُ في الهُدبِ ضوءًا ومُتّسعًا، حتى تعلنَ عيناهُ أنّ الرّبيعَ صحا، ونصحو، لنجدَنا جسدًا هنا، والرّوح تهفو إلى ما وراء الأسلاك والحواجز، نغنّي شوقنا وننادي:
"يا جبل اللي بعيد خلفك حبايبنا، بتموج متل العيد وهمّك متعّبنا".
ونموجُ موجه، ونحملُ شوقه للمواعيد رسالة فنيّة رائعة مِن خلال جوقة الكروان، وبالتزامٍ وطنيّ يذوبُ عشقًا لفنّ هو أدواتُهُ، نقولُ للحبايب خلف الجبل أنّنا هنا مشتاقون، نرقبُ لحظة الوصل والوصال، نذوبُ بعشق أصالتكم فنغنّيها، كي نحافظ بحرارةٍ على هذه الجذور، فهنا يافا تُحمّلُها جوقة الكروان عشقَ طائرٍ إلى روح الرّوح، وعزفًا يضيءُ هوى قناديلها، كي يطلعَ القمرَ بكلّ أشواقنا، ويميل الورد فيكتبنا عمرًا مسافرًا، ويظلّ الحكي ونسهر مع يافا ومع أغاني فيروز على حدود البكي، ويكتبنا سهرًا ومواويلَ على ورق الشجر، ويسبقنا سفرًا إليكم يأخذنا إلى ستي الختيارة وبيتها الذي يشابه بيت ستي، ونظلّ نذكر ونتذكر، أنّنا ذات يوم كنا سوا، وربينا سوا ومشينا سوا، وسوا قضينا ليالينا.
ياه.. عندما يأخذك الحزن والشجن والصّوت والأداءُ مِن كلّ ما حولك، تعيشُ الحروفَ والجروحَ، فتصدحُ وتغنّي من أخمص قدمِكَ إلى قمّة هامتِك، متمايلاً مع جوقة الكروان، تحكي لهم مِن عزف الألحان حكايتهم، وتسألُ الأحلامَ المجروحة:
"قوْلك بعدَ الرّفقة والعمر العتيق، يمكن أن نقع مثل ورقة كلٌّ على طريق"؟
ويظلّ كما السّهم الرّاجع مِن سفر الزمان، هذا الوطنُ الطفلُ الصّغيرُ المُدلّل فينا، عابقًا بألحان ماضينا وحاضرنا، تنشدُهُ جوقة الكروان وتُبدعُهُ، وتظلّ تحكي وتناشد وتستغيث "النسيم اللي مارق عَ ارض الغار، تُحلّفه أن يأتي كي يلعب عندها بالدار"، ويصبح المكانُ أغنية تستنهضُ هِممًا وحكاياتٍ تلتصقُ ما بين الذات والمكان نغنّيه مع جوقة الكروان، للزيتون والصّبيّ والصّبيّة بفيّ الطاحون، واللوزة والأرض وسمانا، وكلها تغدو بلدنا وهوانا، هذا الهوى الذي يبحث عن أصلِهِ ونصفِهِ وكلّه، ولم يزلْ "ينطر عَ موقف دارينا"، حتى غابت الأسماءُ وتلاشت، فماعدنا نعرفُ أسامينا.
هو الشّوق يا رحابنة الفنّ يكتبكُم ذات زمان، وتنصُّكم جوقة الكروان عشقًا فوق منصّة يافا، فتبرعُ وتُبهرُ وجداننا، ونكاد ننسى أنّنا في "سهرة عَ أدراج الورد"، وتنزرعُ أغانينا ونُقسمُ أن نُغنّي حتى يطلعَ القمرُ وتضيءَ ليالينا، و"كلّنا إيمانٌ أنّ خلفَ عاصفةِ الرّيح الهوجاءِ شفاهٌ تتلو الصّلاة"، مع عبقٍ فيروزيّ مُؤرَّجٍ بشذا الرّحابنة.
هكذا باختصارٍ عايشنا النّصّ الآخرَ للغلافِ الخارجيّ لكرّاسة "اِحكيلي" لحظة بلحظة، حتّى جعلنا الغناءُ والعزفُ والانصهارُ نعتقدُ في لحظة، أنّ فيروز سوف تطلّ هنا بجسدِها كما حضرت بروحِها، كي تُصفّقَ وتتمايلَ وتُغنّي مع جوقة الكروان، وتؤكّدَ شُكرَها لكلّ مَن عشق الرّحابنة فأبدعوا إبداعَهم، ورسّخوا تراثَهم المُلتزم!
هكذا ظللتُ مأخوذة بهذا العبق الكروانيّ الفنّيّ المُعطّر، وأُخبّئُني بصِدقِ هذا الحُبّ وهذا العشق، كي يُشرّفني أن أنُصَّهُ كلمةَ شكرٍ وعرفان لهذه الجوقة الأكثر مِن رائعة، "جوقة الكروان"، وربّانها القائد المايسترو القدير والمتفاني الفنان نبيه عوّاد..
CONVERSATION
على ورق الورد.. برنامج إذاعي للسيدة رندة المذبوح موسى
على ورق الورد.. هو الاسم الذي اختارته السيدة رندة المذبوح موسى لبرنامجها الاذاعي الذي سيبث أسبوعياً عبر أثير راديو الغربة1، وقد وعدت السيدة موسى المستمعين بمراعاة جميع الأذواق، وأنها ستلجأ للحكمة والفن والشعر والأدب والنكتة وما شابه، كي يأتي برنامجها منوعاً يدخل الى كل بيت عربي في العالم أجمع، ليبذر الفرح والبهجة. برنامج (على ورق الورد) سيبث 5 مرات في اليوم. ونتمنى لكم وقتاً ممتعاً بصحبة السيدة رندة المذبوح موسى.
CONVERSATION
رقص أكروباتي رائع
CONVERSATION
فيلم أيام زمان في نادي طرعان الثقافي/ آمال عوّاد رضوان
ضمن اللقاء الدّوريّ للنادي الثقافيّ- طرعان تمّ يوم الأحد الموافق 27/11/2011 عرض فيلم ثقافيّ عنوانه "أيّام زمان"، حضره جمهورٌ مِن المهتمّين بالتراث العربيّ الأصيل من طرعان وخارجها من البلاد المجاورة.
ولأنّ فوزي شليان مليء بطاقات إبداعيّة، بصمتٍ باسمٍ احتفي بالحياة، راودته فكرة تجسيد القديم في فيلم وثائقيّ، يُخلّدُ فيه موروثنا الجميل الآخذ في الاندثار والزوال، ليَلبسَ حلّة عصريّة بعيدة إلى حدٍّ ما عمّا كان، ولم يتوانَ في العمل بمثابرة وإيمان بفكرة الفيلم، وضخّ الجديد بكل قديم وعتيق، يسري بين أناملِه وفي تجاويفِ ذاكرته.
يُشار إلى أنّ الفيلم من إنتاج وإخراج الفنان التشكيلي فوزي شليان ابن مدينة الناصرة، يعرض الفيلم مشاهد وأحداث ومناسبات من أيّام زمان، مثال ذلك: نسيج العلاقات الاجتماعية بين الأفراد والجيران، مراسيم الخطوبة وحفل الزفاف والعرس والحنّة والسّهرات الليلية والأعياد في المجتمع الواحد، في أجواء من المحبة والتسامح والاحترام المتبادل، والتي كانت تسود المجتمع آنذاك.
ولأنّ أيّام زمان بجميع مناحيها الحياتية من الصّعب بمكان أن يحويها فيلم واحد، فقد اختار الفنان شليان جانب الفرح المعاش آنذاك بعاداته وغنائه، وهذا الجزء الإنسانيّ القديم الذي يمثل لوحة فنية من الجّمال، ورسالة رائعة من المحبّة والتسامح والوئام والانسجام في التواصل.
إنّ الفنان التشكيليّ فوزي شليان من مواليد الناصرة عام 1937، عمل في بداياته كندرجيًّا إسكافيّا، ثمّ تدرّج في أعمال أخرى كالعمار والبناء، ثمّ مديرًا لإدارة ورشة، مرورًا بالعمل طراشا، نجارا، رسّاما، نحاتا، مُخرجًا وكاتبا.
فوزي شليان تسلّح بإرادةٍ قويّة وصبر وأناة ومثابرة، فتدفق في استعراضِهِ لشريط ذكرياته تدفق نهر أتقن حالة تدفقه وسبر أغواره، وحاول في مشواره الإبداعيّ أن يدمج بين الحركة واللون والمادة والإيحاء بتعبيراته المختلفة، كي يلامس إحساس المتلقي، وينقل مواضيع حياتية وصور مختلفة من الواقع المحسوس الملموس القريب والبعيد.
استطاع أن يتحدّى الصّعاب ويصقل مواهبه بنفسه ومن خلال الممارسة، إذ لم تتحْ له الفرصة للتعلم والدراسة، وكانت الكلمة الأولى لصوته العاشق لمدينة البشارة مدينة الناصرة، من خلال ريشته في رسوماته التي أعدّها بفضل موهبته، فدمج ما بين الرسم والنحت في لوحاته، بحسّ فنان خلاّق مُبدع، وبتناسق ألوان مثيرة للمشاعر، تُعبّر عن ارتباط وثيق ما بين اللوحات وعالم قرانا ومدننا وجذورنا وتراثنا في وطننا، مثل عين العذراء في الناصرة والأقصى المبارك في القدس .
في نهاية العرض جرى نقاش هادف بين الحضور ومنتج الفيلم، كما وجهت إليه أسئلة مختلفة دارت حول رسالة الفيلم وفكرته التي حظيت بالاستحسان والتشجيع، مع إمكانية تحسين أداء العمل أكثر مستقبلاً، الأمر الذي يؤكد مدى حاجة مجتمعنا إلى مثل تلك النشاطات الفنية، وإلى ضرورة الدعم المعنوي والمادي لمثل تلك المبادرات الفردية وخاصة المؤسساتية، لا سيما من قبل مؤسساتنا الاجتماعية وسلطاتنا المحلية.
CONVERSATION
رحيل الفنان كريم أبو شقرا
المستقبل ـ يقظان التقي
غيّب الموت أمس الممثل الكوميدي كريم أبو شقرا عن عمر يناهز 68 عاماً اثر معاناة طويلة مع مرض السكري، المرض الكوسيدي الأسود الذي أدخله كوما طويلة.
كريم أبو شقرا شكّل ظاهرة فنّية في السبعينات في شخصية تغلب عليها الكوميديا الطريفة والعفوية فاقه في المسرح الشعبي الذي اشتغله على مسارح مختلفة وفي اماكن أخرى مختلفة.
وهو ينتمي الى مسرح القوالين، حيث يتناول السياسة من باب الكوميديا والنقد الذي يجرح ويسلي ولا يدمي، في اطار طيب جداً وقريب من القلب. كما أنه أدى أدواراً رئيسة في أفلام سينمائية عدة لاسيما فيلم "أيام اللولو" مع الشحرورة صباح، والذي حقق نجاحاً كبيراً، الى مسرحيته "نوسي نوسي"، وإلى أدواره على الشاشة الصغيرة التلفزيونية.
كريم أبو شقرا مواليد "كفرعميه" 1943، قضاء عاليه، بقي إلى أيامه الأخيرة محافظاً على ظرفه وفكاهته وبساطته وطبيعته الاولى، وقد تجاوز أزمات عدة على الرغم من الحرب الأهلية، وتجاوز أي مقاربة من هذا النوع. فقدم مسرحاً كوميدياً في مناطق عدة يهجو العنف والكراهية والقتل والتقسيم ويدعو الى المحبة وإلى الوحدة والطيبة والخير.
أهميته أنه لم ينجر الى مواقع حربية أو عنفية أو تحريضية. كان محباً للسلام والتواصل والالفة. كان فناناً مؤانساً بهذا الاطار وقريباً من الناس، سواء بقفشاته المسرحية أحياناً أو بلجوئه إلى الأساليب التي تعجب الناس عموماً. ولكنه لم يقع في الابتذال، أو حتى في التجارة. كان الفن جزءاً منه وهذا مهم جداً، وقد غامر بانتاجات فنية وبكتابات ولم يوفق وأعاد الأمر، وهذا دليل على شغفه بالسينما والمسرح الفودفيل والكوميدي. مع هذا كان دائماً ورغم كل شيء يحمل مدلولات سياسية واجتماعية وراء ضحكته التي كانت تحمل أحياناً دمعة أو جرحاً.
بغيابه ينكسر خيط كوميدي انتمى إليه مع شوشو ونبيه أبو الحسن ووسيم طبارة والياس أبو رزق (تلفزيونياً) وآخرين، وإن كان يقترب أكثر من مسرح الساعة العاشرة والقوالين والذي بقدر ما ترك أثراً في القاعة، ترك أثراً في القلب
CONVERSATION
أغنية بكرا التي غناها أشهر الفنانين العرب
CONVERSATION
فرقة الموسيقا العربيّة الفلسطينيّة تُحيي حفلاً في الكابري ـ منطقةِ عكّا!/ آمال عوّاد رضوان
فرقة الموسيقا العربيّة الفلسطينيّة أحيت حفلاً موسيقيًّا غنائيًّا طربيًّا كلاسيكيًّا بتاريخ 19-11-2011، في قاعة الكابري بالقرب من مدينة نهاريا في منطقة عكّا، بقيادة المايسترو المغمور الفنان نزار رضوان، وغناء كلّ من الفنانة القديرة لبنى سلامة بصوتها الرّخيم وحنجرتها الماسيّة مجموعة من أغان كلثوميّة، والفنان المتألق بحضوره علاء شرّش بوصلاتٍ طربيّةٍ خاصّة بوديع الصّافي!
أسوق لمحةً سريعةً عن سيرة فرقةِ الموسيقا العربيّة لما لها من آثارٍ جمّة في الحركة الفنيّة في بلادنا، بفضل مؤسّسها القدير الموسيقيّ والمُربّي سهيل توفيق رضوان عام 1990، الذي ساهمَ ببناءِ وتطويرِ الثقافةِ الموسيقيّةِ في البلادِ منذ أواخرِ الخمسينات، وفي السّنوات ما بين 1962- 1974 إسعى إلى إقامة قسمٍ للموسيقا العربيّة في معهد روبين للموسيقا في حيفا، حيث تخرّجَ من هذه النواة الموسيقيّة العربيّة أكثرَ من خمسين طالبًا، انضمّ غالبيّتهم لاحقًا لسلك التعليم كمعلّمين مختصّين للموسيقا، ومُساهمين في رفع شأن الموسيقا في البلاد.
عام 1966 عُيّن مفتّشًا للموسيقا في المدارس العربيّة، حيث قامَ بإجراء قفزةٍ نوعيّة في الثنائيّة الموسيقيّة في البلاد، وأجرى عدّة دوراتٍ موسيقيّة للتأهيل، وأصد كتبًا لمجموعة أناشيد مدرسيّة من ألحانه الخاصّة وألحان شعبيّة.
عام 1968 حصل على شهادة B.A من جامعة حيفا التي كانت تتبع لجامعة القدس، وذلك في اللغة العربيّة والعلوم الإسلاميّة، وعام 1976 حصل على شهادة الماجستير من جامعة القدس، وحتّى نهاية السّبعينيّات تمكّن من توجيه أكثر من خمسين مُعلّم موسيقا، وُزّعوا في أكثر من مئة مدرسة عربيّة في البلاد.
في الأعوام 1972 -1984 قام بإنتاج برامج موسيقيّة في التلفزيون الإسرائيلي، بِدءًا مِن البرنامج الموسيقي "من أجوائِنا الغنائيّة"، التي شملت برامج زجليّة متنوّعة، ثمّ برنامج "مِن ليالينا"، والذي شمل أغاني شعبيّة وأدوارًا ومواويلَ منوّعة ومواويلَ نصراويّة، وكان المشتركان الرّئيسيّان لهذا البرنامج هما الفنانيْن موشيه إلياهو وخليل موراني، ثمّ أنتجَ برنامجًا "من ألحانِنا المَحلّيّة"، لدعم وإنتاج المُلحّنين والمُغنيين المَحلّيين، وأخيرًا عام 1980 قدّم برنامج "الموشّحات"، والذي أشرف عليه الموسيقيّ المعروف زكي سرور.
في سنوات الثمانينيّات كانت قفزة نوعيّة ثانية، تمّت بعد فتح فرع موسيقيّ لصفوف الموسيقا في دار المعلمين في حيفا، والتي أدارها وخرّج منها أكثر من ثلاثين خرّيجًا بدرجة معلّم مؤهّل كبير، والذي أضاف كادرًا شبابيًّا جديدًا إلى مُعلّمي الموسيقا في البلاد، وساعد على إثراء التربية والثقافة الموسيقيّة في المجتمع العربيّ، ومن ثمّ تفرّغ لبناء وإدارة فرقة الموسيقا العربية كفرقة موسيقية محترفة.
الانطلاقة الأولى لفرقة الموسيقا العربية بدأت في "معهد روبين" للموسيقا في حيفا، حيث تلقت الفرقة الدّعم الماليّ منذ البداية من إدارة الثقافة في وزارة المعارف، وتألفت الفرقة الموسيقيّة من 15 عازفًا من خيرة العازفين في الوسط العربيّ، وحرصت الفرقة منذ البداية على استعمالها للآلات الشرقيّة الأصيلة، وتقديم معزوفاتٍ موسيقيّةٍ شرقيّةٍ كلاسيكيّة من نوع "سماعي ولونغا"، بالإضافة إلى باقة من روائع مؤلفات الموسيقيّين في العالم العربيّ، وفي مقدّمتهم الموسيقار محمّد عبد الوهاب.
في 4-5-1991 1991 نظّمت الفرقة مؤتمرًا للموسيقا العربيّة في فندق "جراند نيو" في النّاصرة، فاشترك فيهِ العديدُ من الموسيقيّين والباحثين العرب واليهود، وصادف يوم عقد المؤتمر وفاة الموسيقار محمّد عبد الوهاب.
قدّمت الفرقة الموسيقيّة عشراتُ العروض على مسارح البلاد المختلفة، وأمام جمهورٍ عربيّ ويهوديّ شمل شرائح مختلفة من الكبارِ والشبيبة والصّغار، حيث قدّمت عروضًا مبرمجة ومشروحة لطلاب المدارس العربيّة واليهوديّة، ونتيجة لفعاليّاتِ الفرقة الموسيقيّة الواسعة، وعملها على نشر الثقافةِ والوعي الموسيقيّ في أوساط الجيل الناشئ، حصلت الفرقة عام 1993 على وسام الاستحقاق "السيلندر"، من إدارة الفنّ للشّعب في وزارة الثقافة (أومنوت لعام).
عام 1994، انضمّ إلى الفرقةِ 5 عازفين من المُهاجرين الرّوس، وتمكّن هؤلاء من إضافةِ نوعيّةٍ خاصّةٍ إلى تركيبةِ الفرقةِ الأساسية فأغنتها وأثرتها.
نظمت الفرقة الموسيقيّة في شهر نيسان 1994 مهرجانًا موسيقيًّا للإبداع المَحلّيّ في قاعة الرّوم الأرثوذكس في مدينة الناصرة، وشمل البرنامجُ مؤلفاتٍ موسيقيّةٍ من الإبداع المحلّيّ، التي قدّمها مبدعون مَحلّيّون ومن بينهم: ميشيل ديرملكونيان، إسحاق أبو العز، نزار رضوان، فرانسوا الخلّ، يوسف مطر وطه ياسين.
ولأهمّيّة المهرجان وكونه الأوّل من نوعه في البلاد، نُظّم مهرجانٌ آخرُ في مدينة حيفا في شهر تشرين الثاني من نفس السنة، وذلك على مسرح الأودتوريوم.
شارك في الغناء في هذا البرنامج فنّانون مَحلّيّون أمثال: خليل أبو نقولا، يوسف مطر، هويدة نمر، نصري القط، سهيل طبر وحسام حايك.
في هذا المهرجان قدّم رئيس الفرقة معزوفة حيفا من تأليف د. نزار رضوان، كهديّة إلى رئيس بلديّة حيفا أبراهام متسناع.
بين السنوات 1996-1997 تعاقدت الفرقة مع المُخرج والمُسوّق آفي بريس للظهور مع المغنّية الإسرائيليّة "زهافا بن" في البلاد وخارجها، وكانت ذروة هذه العروض المشاركة في مهرجاناتٍ دوليّة أمثال:
"مونبلير" في فرنسا، و"أورينت" في ستوكهولم، و"ورد" في أمستردام، وكانت ذروة هذه العروض أمسيتيْن على مسرح "دياترو دي لفيل" في باريس.
عام 1997 انتقل مركز نشاط الفرقة الموسيقيّة من حيفا إلى الناصرة، وبدأت تعمل تحت إدارة "جمعيّة تطوير وتنمية الموسيقا العربيّة"، والتي يرأسها اليوم د. نادر عودة.
تعاقدت إدارة الفرقة الموسيقيّة مع الفنانيْن الكبيريْن آفي كوهين وفيوليت سلامة لتقديم عروضٍ فنّيّة، لنخبةٍ مِن أغاني محمّد عبد الوهاب وأمّ كلثوم، وأُجريت عدّة عروض في الضفّة الغربيّة وقطاع غزة، بالإضافةِ إلى عروضٍ مختلفة في البلاد، كما شاركت الفرقة الموسيقيّة في حفل تدشين القناة الفضائيّة الفلسطينيّة، على مسرح الهلال الأحمر الفلسطينيّ في خان يونس.
شاركت الفرقة الموسيقيّة عام 1998 في مهرجان سبسطية، وقدّمت عرضًا فنّيًا رائعًا على مسرح كلّيّة النّجاح في نابلس مع الفنانيْن آفي كوهين وفيوليت سلامه.
في عام 1999 انضمّت إلى طاقم المغنّيين في الفرقة الفنّانة لبنى سلامة، التي بدأت تتألّق بعدَ ظهورِها على عدّة مسارح في البلاد وفي الضّفّة الغربيّة، في رام الله، نابلس، بيت لحم وأريحا. وقُدّمت هذه البرامجُ بدعمٍ من إرساليّةِ الاتّحاد الأوروبيّ.
في عام 2000 تبنّت الفرقة موهبةً واعدةً هي الفنانة الشابّة "هبة بطحيش" ابنة الثالثة عشر ربيعًا، وبدأت انطلاقتها الأولى على مسرح مهرجان غزة الدّوليّ، ولاقت إعجابَ الجمهور.
وفي هذا العام أيضًا انضم إلى طاقم المغنّيين الشّابّ والمطرب المبدع علاء شرش، الذي يختصّ في أداء كلاسيكيّات الفنان الكبير وديع الصافي.
في نهاية عام 2000 أقيمت في الناصرة أمسيةٌ فنّيّة خاصّة للإبداع الموسيقيّ والغنائيّ المَحلّيّ، شاركَ فيها مطربون مَحلّيّون بجانب طاقم المغنّيين التابع للفرقة منهم: خليل أبو نقولا، بشارة ديب.
وقد أدّت الفرقة معزوفاتٍ وأغان لحّنها: إسحق أبو العز، نزار رضوان، طه ياسين، فرانسوا الخلّ، يوسف مطر، بشارة ديب، برهوم عزرا وسمير ياسين.
قادَ الفرقة الموسيقيّة لأوّل مرّة د. نزار رضوان؛ عازف الكمان الأوّل في الفرقة، ومنذ ذلك الحين تولّى قيادة الفرقة بدل والدِهِ سهيل رضوان مؤسّس الفرقة وباني نهْجها.
في الذّكرى العاشرة لوفاة الموسيقار عبد الوهاب في شهر أيّار عام 2001، أقيم احتفالٌ خاصٌّ للفرقة الموسيقيّة باشتراك المطرب المبدع آفي كوهين، على مسرح النادي الأرثوذكسيّ في النّاصرة، وسُجّل هذا البرنامج في دار الإذاعة الإسرائيليّة.
تعاقدت الفرقةُ الموسيقيّة في العام 2002 مع المُنتج والمُسوّق إيلي جرينفلد من تل أبيب، ممّا أدّى إلى تكثيف وزيادة عروض الفرقةِ الموسيقيّة في البلاد والخارج.
نظّمت الفرقة الموسيقيّة مهرجانَ "حبيتك" في الناصرة، وشمِلَ باقةً مِن روائعَ فيروزيّةٍ بمشاركةِ الفنّانة سوزان قزموز مزّاوي، والذي عُرضَ فيما بعد في تل أبيب والقدس.
شاركت الفرقة الموسيقيّة في عدّةِ عروضٍ فنّيّةٍ مع المغنّية الفرنسيّة المعروفة المغربيّة الأصل "سافو"، وظهرت مرّتيْن على مسارحَ في البلاد، ثمّ أُجريت عشراتُ العروض على مسارح في فرنسا وإيطاليا وإسبانيا والنّمسا وهولندا، وكان آخرُها الاشتراك في مهرجان "فاس" الدّوليّ في المغرب.
شاركت الفرقةُ الموسيقيّة بعدّةِ عروضٍ ومهرجاناتٍ دوليّةٍ على مسارح أوروبّا مع الفنّانين: لبنى سلامة، هبة بطحيش وعلاء شرّش.
في العام 2003 انضمّ إلى طاقم المغنّيين في الفرقة الموسيقيّة الفنان الشاب مأمون زيود، المُختصّ في أداء أغاني فريد الأطرش.
كما أجرت الفرقة الموسيقيّة في هذه السّنة احتفالاً خاصًّا مع المطرب المبدع مصطفى دحله، وأصدرت ديسكًا خاصًّا يشملُ أروعَ أغانيه، كما وأقيمَ احتفالان مع المطرب النّصراويّ يوسف مطر، وتمّ تسجيلُ ديسك خاصّ له.
كانت ذروة أعمال جمعيّةِ تطوير وتنمية الموسيقا في عام 2004، بإقامةِ مؤتمر ومهرجان الموسيقا العربيّة والتراث الفلسطينيّ، في الفترة ما بين 19-25 أيّار في الناصرة وبيت لحم، بدعمٍ من إرساليّة الاتّحاد الأوروبيّ، وشارك في المؤتمر موسيقيّون وبحاثة من البلاد ومن الضّفّة الغربيّة وأوروبا أمثال:
الموسيقار الفلسطيني باترك لأما (فرنسا)، والباحث الموسيقيّ المصريّ محمّد عسكري (ألمانيا)، والموسيقيّ المُلحّن الفلسطينيّ منير أنسطاس (فرنسا) وغيرهم.
في صيف 2005 قدّمت الفرقة الموسيقيّة مع الفنّانتيْن لبنى سلامة وهبة بطحيش عروضًا فنّيّة رائعة، على مسارح أميركيّة: لوس أنجلوس، واشنطن ونيويورك.
كما وشاركت لبنى سلامة وبعض أعضاء الفرقة في برنامج خاصّ مع فرقة الموسيقا السّيمفونيّة في لندن.
في عام 2005 قدّمت الفرقة الموسيقيّة حوالي 25 عرضًا فنّيًّا في البلاد، شملت عروضًا خاصّة ومشروحة لطلاب المدارس العربيّة في البلاد، وكثّفت الفرقة الموسيقيّة عروضَها على مسرح تسافتا ومتحف تل أبيب وفي القدس، بالإضافة إلى ثلاث عروض في رمات غان.
في صيف عام 2005 شاركت فرقة الموسيقا العربيّة في مسابقة عالميّةٍ في أوزباكستان، مثّلها في المسابقة أربعة فنانين هم: عازف العود وسيم عودة، عازف القانون عيسى عوّاد، عازفة التشيلو جالا نحماني والمطرب علاء شرّش، وحصلت الفرقة على الجائزة الثالثة من بين 40 فرقة موسيقيّة اشتركت في هذه المسابقة.
في السّنوات 2006- 2007 وبالإضافة إلى النشاطات الموسيقيّة المكثفة في البلاد، قدّمت الفرقة عدّة عروضٍ في خارج البلاد، أهمّها في مدينة إسطنبول في تركيا، حيث قدّمت الفنانة لبنى سلامة مع الفرقة الموسيقيّة مجموعة من روائع السّيّدة أم كلثوم من بينها:
أغنية الأطلال، أنت عمري، ألف ليلة وليلة، و.. ولاقت الفرقة نجاحًا كبيرًا وحماسًا من الجمهور فاق كلّ توقّع.
ظهرت الفرقة أيضًا مع الفنانة هبة بطحيش في إيطاليا بمختاراتٍ غنائيّة، شملت كلاسيكيّات الأغنيةِ العربيّة من أغاني أمّ كلثوم، ليلى مراد وأسمهان.
وقدّمت الفرقة الموسيقيّة عرضيْن فنّييْن في إسبانيا بمشاركة لبنى سلامة وعلاء شرّش، لاقى الاستحسانَ الكبيرَ عند جمهور المُتفرّجين الإسبان.
عام 2008 اشتركت الفرقة في عدّةِ عروضٍ فنّيّةٍ في البلاد، وقامت الفرقة بالتدرّب على برنامج خاصّ من ألحان الموسيقيّ والإذاعيّ إسحق أبو العز، وقدّمت له عرضيْن في القدس وفي رمات جان ضمن مهرجان العود الذي أقيم في البلاد، وسُجّل هذا البرنامج في القناة الأولى للتلفزيون الإسرائيليّ.
ولأوّل مرّةٍ تُقامُ خمسة عروضٍ للفرقةِ الموسيقيّة على مسرح بيت الثقافة في بيتح تكفا، والتي شملت عدّة برامج فنّيّة مُنوّعة لمُطربي الفرقة.
وفي الناصرة، افتتحت فرقة الموسيقا عروضَها على مسرح المركز الثقافيّ البلديّ في برنامج عيد الأعياد، بعد إعادة ترميمه.
وفي السّنوات 2007-2008 أقامت ستة عروضٍ فنّيّة باشتراك الفنّانين لبنى سلامة، إلياس عطاالله، هبة بطحيش، خليل أبو نقولا، مأمون زيود وشيرين دانيال.
كما وأقيمَ للمرّة الثانية كونسرت خاصّ للفنّانة لبنى سلامة في إسطنبول.
في الموسم 2008-2009 اشتركت الفرقة الموسيقيّة بعروضٍ مختلفةٍ في البلاد مع وجوه جديدة وهنّ:
شادية حامد وجورجيت نوفي، وأجرت حفلتيْن في إيلات.
كما وأقيمَ أربعُ مهرجانات بمبادرة وزير العلوم والثقافة غالب مجادلة في الناصرة، حيفا وكرميئيل.
في عام 2009 ومع بداية 2010 أقيمت مهرجاناتٌ خاصّة في كرميئيل، رمات جان والناصرة، مع الفنّان المُبدع آفي كوهين (إبراهيم عزّت) في عروضٍ خاصّة، لألحان الموسيقار الكبير محمّد عبد الوهاب.
كما وأقيمَ عرضٌ خاصّ للفنّان القدير مصطفى دحلة في بداية هذه السّنة، وسُجّل البرنامجُ في ديسكيْن.
وستُجري فرقة الموسيقا العربيّة احتفالاً كبيرًا في عيدها العشرين في شهر نوفمبر من هذه السنة في الناصرة ورمات جان، حيث سيشترك فيه جميع العازفين والفنانين الذين ساهموا في مسيرة الفرقة منذ البداية.
CONVERSATION
أحد أفراد الجيش السوري يغني ويعزف العود بلسانه
CONVERSATION
الفنانة السورية فدوى سليمان: وضعنا خطير وسيئ جداً.. والعالم خذلنا
دبي - العربية.نت
أوضحت الفنانة والناشطة السورية فدوى سليمان، أنها كانت من 21 مارس/آذار الماضي في شوارع دمشق مع الثائرين والمنتفضين، وأن ثورتها بدأت من قلب العاصمة، وأنها كانت من الذين طالبوا بفك الحصار عن درعا، ومن أوائل الناس الذين نزلوا إلى الشارع من الفنانين والمثقفين. وقالت في اتصال مع "العربية" اليوم الجمعة: "وضعنا خطير وسيئ جداً، وملاحقون من السلطات".
وقالت سليمان إن النظام السوري قادر على إشعال أي فتنة بين الشعب، حتى يبقى بمكانه، ويعطي لنفسه المبررات لبقائه.
وتابعت عبر الاتصال الهاتفي من مكان لم تشأ الإفصاح عنه في سوريا: "إن الناس في حمص أو في سوريا ليسوا مع الخيارات العسكرية البتة، ولم يكونوا يرغبون بأن تصل سوريا إلى هذه النقطة، ولكن النظام هو الذي دفع بالأحداث والظروف لأن تصل إلى هذه النقطة".
وأوضحت سليمان أن ملاحقتها من قبل النظام سبب لها ضغطاً أكبر، لكن إيمانها وقوتها التي تستمدها من الشعب السوري القادر على التغيير السلمي، هو ما يدفعها ومن معها للاستمرار والصمود.
وأبدت سليمان، أسفها وحزنها الشديدين لتأخر تجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية، وتطبيق عقوبات على النظام السوري من قِبل دول العالم لإنقاذ الشعب السوري.
وقالت: "يا خسارة الإنسانية، وكيف تتلطخ بالعار على أيدي السياسيين، وكيف أن هناك جرائم ترتكب ضد الإنسان باسم الديمقراطية والعدالة".
وشددت سليمان على أن الشعب السوري هو وريث المدنية والحضارة، وأن ثورته ستنجح رغم تآمر الساسة عليه.
CONVERSATION
نانسي عجرم بلوك جديد
القناة
بدت الفنانة اللبنانية نانسي عجرم في (لوك) جديد على صفحتها الرسمية بـ(الفيسبوك)، حيث ظهرت بقصة شعر جديدة ولو أحمر شفايف قاني، كما ظهرت في صور أخرى وهي تلعب الطاولة وتستعد لقيادة دراجة.
اللوك الجديد أثار إعجاب المعجبين، خاصة وأنه يناسب أجواء الشتاء. وأشاد أعضاء الصفحة الرسمية للنجمة اللبنانية البالغ عددهم 2 مليون و488 ألفًا بهذه الصور التي تأتي ضمن حملة إعلانية.
وجمعت صور النجمة اللبنانية أكثر من 20 ألف تعليق، وجه خلالها بعض الأعضاء الدعوة إلى نانسي لمشاركتهم لعب الطاولة.
وقال مصدق أبو تريب: (أنا بارع في هاللعبة، بدي لو تشاركيني في دور واحد فقط).
وأثنى يحيى الصافي على مسكتها للنرد، وقال: (شكلك حريفة، بس مش أحرف مني، لو تقابليني أكيد هغلبك).
في المقابل، اهتم بعض الأشخاص بلوك الشعر، وسألها محمد قطيط: ليش قاصة شعرك؟.. لكنه أضاف: (بس بتضلي قمر رغم كل شيء).
واعتبرت سميرة سلامة هذا اللوك نموذجًا لقصة الشعر المثالية، وقالت: (أجمل وأحلى من هالقصة مفيش).
كان الممثل التركي كيفانش تاتيلونج، المعروف بـ(مهند)، قد قال إنه رفض التعاون مع الفنانة اللبنانية نانسي عجرم في (كليبها) الجديد، مؤكدًا أنه قرر اعتزال العمل (موديل) في الكليبات الغنائية. في المقابل لم يصدر أي تعليق من نانسي على هذه التصريحات.
CONVERSATION
عادل الهاشمي رائد النقد الموسيقي والغنائي العراقي/ شاكر فريد حسن
فقدت الحياة الفنية والوسط الثقافي والشعبي في العراق الاستاذ عادل الهاشمي ، شيخ النقاد الموسيقيين العراقيين ، الذي رحل على حين غرة في القاهرة قبيل حضوره مهرجان الموسيقى العربية، اثر نوبة قلبية حادة داهمته في غرفته الخاصة بفندق "ام كلثوم" .
يعد عادل الهاشمي من القامات الابداعية الشامخة والاعلام النقدية البارزة في الحقل الموسيقي ، وقد شكل مرجعاً هاماً للباحثين والمشتغلين في قضايا وشؤون الموسيقى العربية لما امتلكه من دراية ومعرفة ووعي فني وثقافة موسوعية وتجربة غنية وثرية في هذا المجال ، تاركاً بصمات واضحة على الثقافة النقدية الموسيقية العراقية والعربية والانسانية الحديثة .
ورغم جحافل الاحتلال والبؤس والهزيمة التي تتربص بالذات العربية ظل ايمان عادل الهاشمي بالحياة يتعاظم ، وغاب عن الدنيا مخلفاً كل هذا الصدق والوضوح والتحدي والعطاء الثر والاسئلة التي تغرس نصالها المستفزة في الخاصرة العربية المكلومة .
عادل الهاشمي ناقد موسوعي بارع، ومتذوق وقّاد للموسيقى والاغنية ، اتصف بالصراحة والجرأة والعلمية والجهر برأيه الموسيقي ، ولعب دوراً فاعلاً في تنمية وترقية الذوق الموسيقي والفني في الذائقة الشعبية العراقية والعربية . اشتغل مدرساً للموسيقى في معهد الدراسات الموسيقية والنغمية وكلية الفنون الجميلة في العاصمة العراقية - بغداد، وكان عضواً في لجنة فحص الاصوات الغنائية ، وعمل محرراً ومشرفاً على الصفحات الفنية في عدد من الصحف والمجلات العراقية ، منها "الثورة" و"الجمهورية" و"الف باء" ، واشتهر بعموده الاسبوعي "المرفأ الموسيقي" في صحيفة الجمهورية البغدادية .
رأى الهاشمي ان الاغنية العراقية في المرحلة الراهنة والحاضرة اصبحت فائضاً اعتراضياً للحياة العراقية، وان الغناء العراقي تأثر بالمناخ الذي كان سائداً قبل الاحتلال ،وهو غناء تشظي، غناء مثلوم وناقص ، وغناء ترك مرتكزاته التاريخية والاساسية في حفظ الذات العراقية ، وهذا الغناء اصبح غناءً غرائزياً بعيداً عن التعبيرية والجمالية والوصفية ، التي تميز بها الغناء العراقي في مراحله السابقة ، وسقط في بئر التكرار وبئر العدمية . وحرص الهاشمي على اساسيات الموسيقى وفنونها ووظائفها الجمالية الراقية الاصيلة ، ونادى بالحفاظ على التراث الغنائي العراقي الجميل ، واستعادة المجد والوهج للاغنية العراقية .
اثرى عادل الهاشمي المكتبة الغنائية والموسيقية العراقية والعربية باعمال ودراسات رائدة وهامة ، ابرزها : الموسيقى العربية في الف عام، الموسيقى والغناء في عصر الاسلام وحتى احتلال بغداد ، العود العربي بين التقليد والتقنية ، فن التلاوة اصوات وانغام ، اصوات والحان كردية وسواها .وهذه الاعمال والمؤلفات التي وضعها وخلفها وراءه هي كنز من كنوز الثقافة الموسيقية العراقية والعربية ، وارثه الموسيقي هو ذخر للعراق والوطن العربي ، محفوظاً في الذاكرة الجماعية للشعب العراقي ، وسوف يحافظ هذا الشعب ومثقفيه ومبدعيه على هذا التراث حفاظه على ذكرى وتراث المتميزين والمتفردين والرواد الخالدين من ابنائه البررة ، الذين برعوا في مجالاتهم المختلفة . فالوداع يا نخلة ودوحة العراق الباسقة، ويا فقيد النقد الموسيقي العراقي ، والرحمة على روحك التي عانقت باريها واحتضنها التراب العراقي الغالي .
CONVERSATION
فرقة أرز لبنان بشخص رئيسها إيلي عاقوري تشكر الجميع لحضورهم كرنفال لبنان 2011
أحيت فرقة أرز لبنان الفلكلورية مهرجان كرنفال لبنان السنوي في أجمل منطقة سياحية بولاية نيو ساوث ويلز ـ دارلينغ هاربر، أمام جمهور كبير من لبنانيين وجنسيات مختلفة، أتوا من الساعة الحادية عشرة صباحاً ولغاية الخامسة بعد الظهر، لحضور المهرجان السنوي الذي تقيمه الفرقة تحت اسم كرنفال لبنان.
تضمن برنامج المهرجان وصلات موسيقية وغنائية رائعة أبدعتها فرقة الفنان كلود عيد، وحناجر الفنانين شربل لولش، فيليب رستم، فادي عساف، سيمون كنعان وألكس حدشيتي. كما أبدعت فرقة طلاب معهد مار شربل للدبكة، وفرقة (Holy Family P.S Granville)، وفرقة (VIBZ Performing Arts) المؤلفة من 25 ولدا وبنتا من جنسيات مختلفة، بإشراف مدربتهم الايطالية، حيث قدمت وصلات من الرقص التعبيري على الموسيقى الانكليزية، إضافة الى رقصات على أنغام الموسيقى اللبنانية التي تدرّبوا عليها خصيصاً ليوم لبنان.
الرقص الشرقي كان له طلاته أيضاً فتمايل خصر (Lisi) على وقع تصفيق الجمهور، تماماً كما فعلت الراقصة اليابانية (Evelyne) التي أطلت من دائرة رسمتها فرقة أرز لبنان بقاماتها الشامخة.
أما صاحبة المهرجان، فرقة أرز لبنان، فلقد قدمت أجمل ما عندها من اسكتشات وفلكلور لبناني صميم، مثل اسكتش بلدنا للمطرب هشام الحج والمطربة المصرية أمينة، الذي قام بأدواره: روبرت رووس وكارمن جرجس. أما سركيس نخول ونتالي غزال فقد أبدعا باسكتش هلك ومستهلك للأخوين رحباني، ناهيكم عن مشاركة الجمهور في العديد من الوصلات.
الرسميون الذين حضروا المهرجان هم: سعادة قنصل لبنان العام الصديق روبير نعوم، النائبة باربرة باري، النائب روبرت فورلو، النائب مارك كوري، النائبة ليندا بورني، النائب طوني عيسى، كما اعتذر السناتور شوكت مسلماني، والنائب ريتشارد طربية، والوزير طوني بوركي.
من الاعلاميين، حضر رئيس تحرير جريدة المستقبل الاستاذ جوزف خوري، وسوزان حوراني (عريفة المهرجان) والسيدة ماري ميسي، والسيد غسان نخول، كما حضر أيضا عضوا بلدية كنتربري فدوى كبي ومحمد حوّاط.
مهرجان كرنفال لبنان ما كان ليكون لولا مساعدة بنك بيروت هليني، الداعم الأول، حيث حضر مديره السيد جايمس واكيم مع كامل الطاقم، وتكلم عن خدمات البنك التي يقدمها للجالية اللبنانية والعربية في أستراليا.
البنك العربي كان له وجوده الداعم أيضاً، فلقد حضر مديره السيد جوزف رزق وكامل طاقم البنك، ليشجع الفرقة كعادته كل سنة.
بعد كلمات الاطراء التي أهداها الجميع للفرقة، حدثت مفاجأة كبرى، ألا وهي تقديم جائزة تقديرية من حكومة ولاية نيو ساوث ويلز لمدرب الفرقة الفنان ايلي عاقوري، وذلك تلبية لرغبة النائبة بابرة باري، تنويها لما قام ويقوم به في مجال تعليم الدبكة للأطفال في المدارس اللبنانية والحكومية وإحياء التراث الفلكلوري والفني منذ وصوله الى أستراليا عام 1972 مما رفع اسم أستراليا ولبنان تحت كل سماء.
ونظراً لنجاح يوم لبنان 2011، يسر الفنان أيلي عاقوري أن يتقدم بالشكر، باسم جميع أعضاء فرقته، من جميع الذين شاركوا في انجاح هذا المهرجان، بدءاً من الجمهور الكبير، مروراً بالسياسيين اللبنانيين والأستراليين، وسعادة قنصل لبنان العام، والاعلاميين ، والمطربين وفرقة الموسيقى، والفرق الراقصة التي ذكرناها سابقاً، وعريفة المهرجان الصديقة سوزان حوراني، التي أبدعت بالتعريف، والراقصات اللواتي قدمن أجمل ما عندهن، كما أنه يشكر جميع أعضاء الفرقة على مثابرتهم طوال هذه السنين على تقديم تراث وطننا الغالي لبنان دون كلل أو ملل. كما قدم شكره للصديق العزيز شربل بعيني على تشجيعه الفرقة عبر إذاعة وتلفزيون الغربة، اللذين كان لهما الفضل في توصيل صورتنا الى الجمهور اللبناني والعربي في جميع أنحاء العالم. كما وجه الشكر الى إذاعة أس بي أس الحكومية، لحضورها وتغطية البرنامج بشكل حرفي رائع. كما أنه لم ينس أن يوجه الشكر الى الفنان النحات فؤاد الورهاني الذي عرض أجمل ما أبدعت أنامله الساحرة من منحوتات رائعة.
ونحن في تلفزيون وراديو ومجلة الغربة نرد الشكر الى فرقة أرز لبنان ومدربها الصديق ايلي عاقوري بأضعاف الاضعاف سائلين المولى تعالى أن يمده والفرقة بالصحة بغية متابعة هذه المسيرة الفنية في بلدنا الحبيب أستراليا، على أمل اللقاء في السنة القادمة في نفس المكان الخلاب: دارلينغ هاربر.
ونحن في تلفزيون وراديو ومجلة الغربة نرد الشكر الى فرقة أرز لبنان ومدربها الصديق ايلي عاقوري بأضعاف الاضعاف سائلين المولى تعالى أن يمده والفرقة بالصحة بغية متابعة هذه المسيرة الفنية في بلدنا الحبيب أستراليا، على أمل اللقاء في السنة القادمة في نفس المكان الخلاب: دارلينغ هاربر.
CONVERSATION
أمسية وهابيّة يُحييها الموسيقار البروفيسور تيسير إلياس!/ آمال عوّاد رضوان
بدعوة من المجلس الملّي الأورثوذكسيّ في عبلين الجليليّة بتاريخ 11-11-2011، ألقى الموسيقار البروفيسور تيسير إلياس محاضرةً ثريّةً بعنوان "عبد الوهاب بين التقليد والتجديد"، في قاعة كنيسة مار جريس الأرثوذكسيّة في عبلين، بحضور عدد من الموسيقيّين وذوّاقي الموسيقا المهتمّين بها، وذلك بدمج الكلمة المقولة والنغمة المسموعة.
لقد تناول الموسيقار تيسير تاريخ الموسيقا العربيّة وتطوّرها، بدءًا مِن الموشّحات ومرورًا بالدّور، الموّال، الطقطوقة، المونولوج والقصيدة المُغنّاة، كما تحدّث عن نهضةِ الموسيقا العربيّة في القرن العشرين ومسبّباتها ودوافعها، والبصمات الخالدة التي خلفها موسيقار الأجيال التحّديثية الجريئة المغامِرة، والمُطعّمة بالآلات الموسيقيّة الغربيّة كالبيانو والأكورديون والكاستنيت وغيرها، واستخدامها بإتقان متناهٍ دون شوائب تمسّ بأصالة روح الموسيقا الشرقيّة، كما استخدَم مقاماتٍ وموازينَ وايقاعاتٍ صعبةً نادرة، تنمّ عن ثقافة عبد الوهاب الموسيقيّة العالية وقدراته وموهبته الفذة، وكذلك استغلّ اقتباس ثيمات وموتيفاتٍ موسيقيّة غربيّة وطوّرها بروح شرقيّة، دون المساس بالمعالم الأصيلة لروح الموسيقا الشرقيّة.
تولّى عرافة الأمسية الوهابيّة الأديب زهير دعيم، وبعد الترحيب بالضيوف والحضور قال:
سقى الله تلك الأيّام، أيّام الغناء الاصيل والموسيقا البكر العذبة، التي تشنّف الآذانَ وتدغدغُ الرّوحَ،
فتتجلّى وترقص على إيقاعٍ ولا أحلى.
أين نحن اليوم مِن عبد الوهاب والصّافي وفيروز؟ أين نحن اليوم من جيل العمالقة الذين قدّسوا الفنّ ورفعوه عاليًا، فبُحّت الحناجرُ والتهبت الأكفُّ مِن التصفيق؟ أين نحن اليوم مِن خيّ خيّ، وجفنه علّم الغزل، وإمتى الزمان، والنّهر الخالد، ويا وردة الحب الصّافي؟ أين نحن مِن الموسيقا الهادئة حينًا والرّاعشة أحيانا، الموسيقا الملائكيّة التي تأخذ بمجامع النفس الى التحليق؟
كانت أيّام وقد تعود، فالأصالة تتجذّرُ في نفوس البشر، وما نراه اليوم من أغانٍ تَطرَب لها العين لا الأذن، وتنتشي لها الشهوة، لا تمتّ للطرب بصِلة، ولا تعرف الفن مطلقًا.
بوس الواوا، والميوعة والغنج الأجوف والتلوّي الشّهوانيّ ليس فنًّا ولا غناء، ولا تُطرِب إلاّ أولئك الذين يَطفون فوق شبر مِن فنّ. الطرب الأصيل نبيذ معتّق، خاصّة إن جاءَ من عبد الوهاب وأمثاله، الذين غرفوا من القديم وغرفوا من الحديث، فجاء المولود حضارة تستحقُّ العيشَ والخلود.
لا ننادي بالانكفاء والغناء على الأطلال، بل ندعو الـ تطعيم التراث والأصالة بالحديث والجديد والغربي المبتكر، وعندها نرفع الرؤوس شممًا. الأصالة تفرض نفسها على البشر، وتعطي للوجود لونًا وطعمًا، فلا تتمالك نفسك من الصراخ.. يا إلهي.
حقيقة تتوق النفس إلى شيئيْن اثنيْن؛ أوّلهما الله المُحِب، وثانيهما أن تحلّق مع الفنّ إلى سماء هذا الإله بترنيمةٍ وأغنيةٍ ومعزوفةٍ خالدة. ألم يُغنِّ ويُرنّم ويعزف داوود للرّبّ؟
أذكر هذا المبدع الفذ عبد الوهاب، أذكره ولا أنساه، لا يخاف شيئًا إلاّ الطائرة، فكان يقول:
أركب الليث ولا أركبها.. وقد ركب الموجات العاتية، وأبدع في خلق المعزوفات، فرقصنا على وقع غنائِهِ الشجيّ، نربط بين هدوء الطبيعة المصريّة وهدير الشلاّل في لبنان الجبل..
اذًا دعونا نستمع ونتمتع بالأصالة ونعيشها ونغوص في ثناياها، خاصّة وأنّ الغوّاصَ ماهرٌ لا يلتقط إلاّ الدّرر ولا يصطاد إلا النّادر. إنه البروفسور تيسير إلياس ابن شفاعمرو، رئيس قسم الموسيقا الشرقيّة في أكاديميّة الموسيقا وفنون الأداء في القدس، وأستاذ علم المقام وأساليب العزف على آلتيْ العود والكمان في الأكاديميّة.
التقى ضيفنا المبدع والعالمي بالعمالقة من أهل الفن أمثال: محمّد الموجي، بليغ حمدي، منير بشير والصّافي، وللصافي زاوية دافئة في حناياه، اذ يعتبرُهُ أحد الموسيقيّين والفنانين العمالقة في القرنيْن الأخيريْن. حاز على جائزة فرانك بيلغ لعام 2009، اوهو أوّل عربيّ أدخلَ العود إلى البيت الابيض والسنات الفرنسيّ، ويُعتبر من أبرع عازفي العود في العالم. فتحيّة إكبار وإجلال للمجلس الملّي الأورثوذكسيّ الوطنيّ في عبلين، الذي يعمل أفراده ولا يَكلّون، يعملون من أجل الرّبّ أوّلاً والإنسان ثانيًا. سيروا ففي عطائكم خير وبركة.
وجاء في المحاضرة القيمة للموسيقار البروفيسور تيسير إلياس:
كانت وفاة الموسيقار محمّد عبد الوهاب بتاريخ 1-5-1991، ولكن حُرّفَ وزُيّفَ ونُقلَ لـ 3-5-1991، كي لا يتعارض مع تاريخ ميلاد الرئيس المخلوع حسني مبارك. أمّا عن تاريخ ميلاده فهناك إشكاليّة أخرى، فقال عبد الوهاب مرارًا أنّه وُلد بتاريخ 13-3-1910، ولكن لماذا يجب أن لا نوافق هذا التاريخ مع عبد الوهاب؟
بدأ مؤرّخو القرن العشرين 1918 عند انتهاء الحرب العالميّة الثانية، كما بدأ مؤرخو الموسيقا العربيّة في القرن العشرين سنة 1917، عند اعتلاء السّيّد درويش المسرح في مصر، وعند انتشار مسرحيّاته الغنائيّة وليس عام 1900، فالذين أرّخوا الموسيقا العربيّة عند انتهاء عهد السّلطنة العثمانيّة واحتلال الغرب لهذه البلاد، فسنة 1917 كانت فعلاً حدًّا فاصلاً وبداية القرن العشرين من الناحية الموسيقيّة وتاريخ الموسيقا العربيّة، وظهور أسطوانة الفونوغراف ومسرحيّات درويش ورواجها من خلال الأسطوانة أنشأ بيئة جديدة، وافتتح عصرًا موسيقيًّا جديدًا هو بداية القرن العشرين، فعمليًّا الأغنية التي غناها عبد الوهاب للشّاعر خليل مطران ومن ألحان سلامة حجازي على مقام السّيجاة تقول:
أتيتُ فألفيتُها ساهرة/ وقد حملت رأسَها باليديْن/ وفي صدرها زهرةٌ ناضرة/ رأيتُ بأطرافِها دمعتيْنِ/ وقد وقفت دمعةٌ حائرة/ على خدّها مثل ذوب اللجين/ فقلت علامَ البكا والحزن/ وقد تبدّل ذا الابتسام/ فقالت هو الدّهر لا يُؤتمَن/ وفي قوسِهِ منزعٌ للسّهام/ سلامٌ على روحِك الطّاهرة/ سلامٌ على سِرّ ذاك الكمال/ سلامٌ على ذاتك الحاضرة/ بقلب يراها بعين الخيال/ سلامٌ على مهجةٍ طائرة/ حنينًا إلى ذاك الاتصال/ تُفرّقُنا عادياتُ الزّمن/ فتجمعُنا حادثاتُ الغرام/ فنُحيي جسومًا بهذي الفِتن، ونُحيي نفوسًا بذاك السّلام.
هذه أوّل أغنية سجّلها محمّد عبد الوهاب على أسطوانة نحاسيّة سنة 1921، فإذن كان عمره فقط 11 سنة! هذا غير منطقيّ، فصوته فعلاً يشبه صوت الفتى، ولكن إذا دققنا السّمع، لوجدنا أنّ صوت القانون حادٌّ جدًّا وسريع جدًّا وغيرُ طبيعيّ، وإذا ما أبطأنا سرعة التسجيل نرى أنّ هناك رجلاً يُغني وليس فتى، والقانون يُسمع بشكل طبيعيّ واعتياديّ اكثرَ ممّا سمعناه من قبل، وذلك يعود إلى أنّ شركات الأسطوانات كانت في البداية تُسجّلُ على اسطواناتٍ نحاسيّة عند دخول الفونوغراف إلى مصر سنة 1904، وإذا كانت الاسطوانة لا تستوعبُ الأغنية الكبيرة، فكانوا يلجؤون إلى تسريع التسجيل، كي تستوعب هذه المعلومات الموسيقيّة، وبذلك يصبح الصّوت أرفعَ وأحدَّ مِن ناحية عدد الذبذبات الصوتيّة وليس أقوى، وطبعًا نفس الكلام ينطبق على الأغنية التي سجّلها بنفس السّنة لسلامة حجازي، أتيت فألفيتُها ساهرة، ولو راقبنا الأغنية لوجدنا الأداءَ ناضجًا متمكّنًا مِن العُرَبِ الصّوتيّة والزّخرفاتِ والتلوين، وهذا لا ينطبق على فتى عمره 11 سنة وإنما على رجل أكبر، لذلك فالأجدر أن نصدّقَ ونُؤمنَ بادّعاء المؤرّخ المصريّ عبد العزيز عناني، والمستشرقة السّوفييتيّة إيزابيلا يوليان، التي ادّعت أنّ عبد الوهاب صرّح لها شخصيًّا أنّه وُلد عام 1902، أي عندما غنّى الأغنية "أتيتُ فألفيتها ساهرة"، وكان عمره حينذاك 19 عامًا، وهذا منطقيّ جدًّا لفنان عبقريّ موهوب.
عبد الوهاب نشأ في بيئةٍ دينيّة في حي باب الشّعريّة، وكان والدُه الشيخ محمّد أبو عيسى يعمل كمؤذّن وقارئ في جامع سيدي الشّعراني، وأمه فاطمة حجازي أنجبت محمّد وبنتان توفيتا في جيل مبكّر، وكان عبد الوهاب مريضًا نحيلاً هزيلاً، صدرت شهادة وفاته حين كان عمره 12 سنة، وأفاق من الموت عندما كانوا يغسلونه للدّفن، لذلك كان موسوسًا يخافُ المرض والموت، ويُقال إنّه كان يلفّ جسمَهُ بالصّحف تحت ثيابه كي لا يمرض، وقد كان ابنه يشتاق إليه، فيطلب من ابنه أن يبوسه من ظهره كي لا يعديه، وهذا الوسواس نبعَ مِن كونه مات وقام.
نشأ في بيئةٍ كلاسيكيّة، فحفظ القرآن واستمعَ إلى المطربين، وكان يختبئ تحت الدّكّة في المسارح يستمع إلى المُنشِدين والمشايخ مثل السّيد صفدي، ويوسف المندلاوي، وسلامة حجازي، وعبد الحيّ حلمي، وصالح عبد الحيّ ومغنيين وموسيقيّين عباقرة، وشبّ وترعرع وتشبّع بالتراث الموسيقيّ العربيّ الكلاسيكيّ والدّينيّ، وأكملَ ثقافته الموسيقيّة فدخل نادي الموسيقا الشرقيّ، فدرسَ الموشّحات على يد محمود رحمة ودرويش الحريري عباقرة الموشّحات، ودرسَ العزفَ على العودِ على يد المُلحّن محمّد القصبجي؛ الذي لازمَ أمّ كلثوم لحنًا وعزفًا على العود حتى مماتِه، وأبقت أمّ كلثوم كرسيّه فارغًا بجانبِها وفاءً وتبجيلاً له، وطبعًا أكملَ ثقافتَهُ الموسيقيّة بدراستِهِ للّغةِ العربيّة نحوًا وصرْفًا، وأجادَها وألمّ بها أيما إلمام، وعندما استمعَ إليهِ سيّد درويش أُعجبَ به جدّا وقال: "إنّ لهذا الشاب سيكون مستقبلاً زاهرًا جدّا، وسيغزو العالمَ بصوتِهِ وقدرتِهِ الموسيقيّة". وبالفعل نتجت بينهما صداقة وعلاقة حميمة جدّا، فقال سيّد درويش: "سيكون الوهاب خليفتي".
عندما مرض سيّد درويش طلبَ مِن الوهاب أن يستبدلَهُ في مسرحيّاته "العِشرة الطيّبة" و"شهرزاد"؛ اللتان كان ينبغي على سيد درويش أن يُغنّي بهما، فقام الوهاب بدوْر سيّد درويش بنجاح كبير جدًّا، وكسب صيت وشهرة عالييْن، وهذا يدلّ أن عبد الوهاب كان متأثّرًا بسيّد درويش، حتّى أنّه كان يقول:
أنا درويشيٌّ حتّى النّخاع"!
فلنستمع إلى الأداء الرائع في موشح سيّد درويش "ملا الكاسات" للملحّن محمّد عثمان، أحد أهمّ فنّاني عصر النهضة في مصر والذاكرة الموسيقيّة العربيّة، على مقام الرّاست وإيقاع السّماعي الثقيل: ملا الكاسات وسقاني نحيلُ الخصرِ والقدِّ/ حياة الروح في لفظِه سباني لحظُهُ الهنديّ/ يا مليمي لا تسلْ عنّي وخلّيني على عهدي!
هذا الموشح مِن أهمّ الموشّحات من مقام الراست على الكردان، البياتي والتلوينات الموسيقيّة من بياتي عشيران وبياتي دوكاه، تميّز بالبراعة إذ ارتجل عبد الوهاب على ميزان تسعة أثمان، ومنه انتقلَ إلى ميزان عشرة أثمان، وهذا موسيقيًّا معقّد قليلاً، ولم أسمع مطربًا عربيًّا غنّى بميزانٍ معقّدٍ بهذا الشّكل.
في سنة 1924 التقى عبد الوهاب بوالدِهِ الرّوحيّ الثاني الشّاعر أحمد شوقي، الذي استطاعَ أن يدلّهُ على أعماق ذاته كما قال عبدالوهاب نفسه، فتعلّم منه كثيرًا، وكان بالنسبة له بمثابةِ جواز سفر إلى المجتمعات الرّاقية، واستفاد منه أكثر مِن قراءة ألف كتاب أدبيّ على حدّ قول عبد الوهاب، وكانت سنوات مرافقته لأحمد شوقي حتى سنة وفاته 1932 أهمّ سنوات عبد الوهاب الزاخرة بالإنتاج، سجّلَ فيها حوالي ستين أغنية مِن أجمل ماغنّى، وكانت بمثابة علامة فارقة جدّا في تاريخ الموسيقا لعربيّة، صقلت وجهَ الموسيقا العربيّة في القرن العشرين، وهذه الأغاني التي سجّلها يمكن تقسيمُها إلى خمسة أنواع موسيقيّة رئيسيّة:
النوع الأوّل هو الأدوار: لحّنها وغنّاها بين الأعوام 1926 و 1932، والدّوْر مِن ناحيةٍ موسيقيّة هو شكلٌ وعمارة موسيقيّة، وما يُميّزُهُ أنّه في ذروتِهِ هناكَ حوار بين المُغنّي وبين الجوقة، التي سمّوْها المذهبجيّة او السلويتة او الردّيدة وعدّة أسماء أخرى، وكان هناك السّؤالُ والجوابُ وما يُسمّى الهانك والرانك، فكان المُغنّي يَصلُ إلى ذروة الإبداع في الارتجالاتِ الصّوتيّة والتعبير في الارتجالات في هذا الدّور، لذلك في الوصلةِ الموسيقيّةِ في الدّور كان هو آخِر مقطوعة موسيقيّة تُؤدّى في الوصلة الموسيقيّة، من أجل الوصول إلى الذروة الموسيقيّة، فعدّة أدوار مُهمّة لحّنها عبد الوهاب مثل حبيب القلب، عشقت روحك، القلب ياما انتظر، الليلة الوصل استنى، أحبّ أشوفك كلّ يوم!
النوع الثاني هو القصائد، لحّنها وغنّاها بصوتِه مثل: يا جارة الوادي شعر أحمد شوقي 1928، خدعوها بقولهم حسناء لأحمد شوقي 1928، الصّبا والجَمال شعر الاخطل الصّغير بشارة الخوري 1930، جفنُهُ علّمَ الغَزل شعر بشارة الخوري 1933، الجندول شعر علي محمود طه 1939، الكرنك شعر أحمد فتحي 1941، دمشق شعر أحمد شوقي 1943، لست أدري شعر إيليا أبو ماضي 1944، كليوباترا شعر علي محمود طه 1944، همسة حائرة شعر عزيز أباظة 1948، فلسطين شعر علي محمود طه 1948، النّهر الخالد شعر محمود حسن إسماعيل 1954، ودعاء الشّرق شعر محمود حسن إسماعيل 1954.
كما لحّن قصائد لأمّ كلثوم مثل: على باب مصر شعر كامل الشناوي 1964، هذه ليلتي شعر جورج جرداق 1968، أصبح عندي بندقيّة شعر نزار قباني 1969، أغدًا ألقاك شعر الطيّب آدم 1970، وهنا في القصائد نرى أنّ عبد الوهاب أخذ يختطُّ لنفسِهِ أسلوبًا مُغايرًا ومستقلاًّ عن سيّد درويش، فابدعَ أكثر
النوع الثالث هي الطقطوقة، والطقطوقة ليست بالضّرورة أن تكون أغنيةً خفيفةً أو ركيكة، إنّما هناك طقاطيق مُعقّدة جدًّا كمثل التي لحّنها السنباطي "غنّي لي شويّة شويّة"، و"أنا في انتظارك" وغيرها الكثير، وأيضًا عبد الوهاب أضاف إلى هذا المخزون ولحّن طقاطيق جميلة جدًّا مثل: خايف أقول اللي في قلبي بمقام بياتي، اِجري اِجري بمقام هزام، لمّا انتَ ناوي بمقام بياتي، إمتى الزّمان بمقام بياتي، وليلة الوداع وغيرها.
القسم الرابع المواويل، وهو غناء حرّ مُرتَجَل يتنقّل بين المقامات، وهو غيرُ مُوَقّع؛ أي لا يلتزمُ بإيقاعٍ مُعيّن ولا يتقيّدُ بوحدةٍ زمنيّة معيّنة مثل الأنواع الأخرى، ومِن مواويله: اللي انكتب عالجبين، سبع سواقي، في البحر لم فتّكم، وموّال كلّ اللّي انحبّ اتْنَصَف لإبراهيم عبدالله.
كلّ اللي حب اتنصف/ وأنا اللي وحدي شكيت/ حتى اللي رحت اشتكي له قال لي ليه حبّيت/ لا شكوى نفعت ولا يا قلب الحبيب رَقّيت/ احترت والله واحتار دليلي يا ناس/ ياربي أمرَك وباللي كتبتُه أنا رضيت
هذا الموّال قامَ على مقامٍ نادرٍ جدًّا اسمُه دلنشين، هذا المقام يبدأ بالرّاست مقام عربيّ أصيل، والجزء الآخر منه يعملُ صدى على الأوكتاف العالية بلحن حزين، ويرجعُ للرّاست بتناقضٍ شديدٍ بين الجوّ المُفرِح لمقام الراست، والجوّ الحزين لمقام الصّبا، وهذا الدّمجُ نادرٌ جدّا، ولذلك يُعتبر مقام نادر وخاصّ، وهذا الموّال يعتبر بالفعل من المواويل القليلة جدّا التي لُحّنت على هذا المقام.
النوع الخامس هو المونولوج الذي له طابع فكاهيّ، أو رومانسيّ فيه وصفٌ للحبّ وسرديّ قصصيّ، يقصّ المُغني ويسرد ويحكي ويشكو ويُعبّرُ عن لواعج نفسه، وما يختلجُ قلبه مِن مشاعر ولواعج وحبّ وهوى، وكان قدّمَهُ لأوّل مرّة سيد درويش عام 1920، "والله تستاهل يا قلبي" كلمات أمين صدقي في أوبريت راحت عليك.
المونولوج يشبه ما يسمى الـ آريا في الأوبرا، والمونولوج مُستوْحى من الآريا الأوبراليّة، وعبد الوهاب لم يُهمل هذا النوع من المونولوجات، ولحّن العديدَ من المونولوجات الجميلة التي غنّاها مثل: في الليل لمّا خلى 1928 كلمات أحمد شوقي، أهون عليك 1928 كلمات يونس القاضي، بلبل حيران، وأجملها مضيت على بيت الحبايب.
عمليّة التثاقف والتلاقح الحضاريّ هي عملية مستمرّة بفضل وسائل النقل والإعلام المتوفّرة هذه الأيّام، وهذا يُساهم في التقاء وإثراء الحضارات، بشرط أن نحافظ على الأسس المتينة المَبنيّة عليها كلّ حضارة وحضارة، وبهذا الشّأن أتطرّق إلى سيرورة الانتقال بين التخت الشرقيّ الأصيل إلى ما يُسمّى الفرقة الموسيقيّة الأوركسترا، التي تكوّنت بعد ذلك بسنوات الثلاثينيّات والأربعينينيّات، وسأتطرّق إلى إسقاطاتِها وتأثيراتها على الموسيقا العربيّة وعلى موسيقا سيّد درويش، فيمكن الإشارة إلى ثلاثة عوامل رئيسيّة أدّت إلى هذا التطوّر والانتقال من التخت إلى الفرقة الموسيقيّة:
أوّلها الحملات الصّليبيّة، وثانيها حملة نابليون على مصر، وكان مع نابليون رجل موسيقيّ اسمه أندريه كتب عن الموسيقا في مصر ولم تعجبه ووصفها بنباح الكلاب، لكنه مع ذلك أفادنا بحديثه عن وضع الموسيقا في تلك الفترة، والنقطة الثالثة والأهمّ هي افتتاح قناة السّويس.
الخديوي إسماعيل كان آنذاك مأسورًا بجَمال الموسيقا الغربيّة يُحبّها ويعشقها، وكي يُدشّن افتتاح قناة السّويس قرّر أن يعمل دار أوبريت في مصر عام 1969، ولكن حُرقت في عام 1971، لذلك توجّهَ إلى أعظم مُلحّني الأوبرا العالميّين في الإيطاليّ جوزيف فيردي ولحّن أوبرا عايدة، وهذا العمل الضّخم تطلّب إحضار موسيقيّين عالميّين استقرّوا في القاهرة وتدرّبوا مدّة سنتين، ولكن لم يتمكّنوا من تأدية أوبرا عايدة في التدشين رغمَ نجاح فيردي بإنجاز العمل، وذلك بسبب عدم وصول ديكورات وملابس العمل من باريس، بسبب حصار القوّات الرّوسيّة للعاصمة الفرنسيّة، فأدّوا في 1-11-1969 أوبرا ريفو ليتو المأخوذة من قصّة الملك بلمو لفكتور هوغو وتلحين فيردي، وحضر الحفل الإمبراطورة أوجيني زوجة نابليون والإمبراطور فرانسوا جوزف عاهل النمسا وولي عهد بروسيا، وأمراء ورجال دين وفكر أوروبيّين، وأوبرا عايدة قُدّمت في 24-12-1971 على خشبة مسرح دار الأوبرا في القاهرة، وهي قطعة تياتريّة تشملُ مناظرَ عجيبةً ومراقصَ غريبة وأغاني طربيّةً مُوزّعةً بثلاثةِ فصول.
كان لافتتاح قناة السّويس ووجودِ الموسيقيّين الغربيّين مدّة سنتين في القاهرة أثرٌ كبيرٌ جدّا على الموسيقيّين المَحلّيّين في مصر، فقسم عاد لأوروبا وقسم بقي في مصر، افقام أندريه رايتر بمهمّة التوزيع الموسيقيّ لأغاني عبد الوهاب الذي تعلم منه الكثير، وبعضُ الموسيقيّين الغربيّين استمرّوا في العيش في مصر وبدؤوا يبنون المعاهد الموسيقيّة والمدارس الموسيقيّة والفرق الموسيقيّة والعسكريّة، وبدأت نهضة موسيقيّة غربيّة جديدة في مصر، وكان هناك جمهورٌ لهذه الموسيقا، وهذا ما أدّى إلى اتّساع التخت الذي كان مكوّنًا من أربع أو خمس آلات موسيقيّة، كالعود الكمان الناي الرّق والقانون والمُغنّي، ولكن بإضافة هذه الآلات من الكمنجات والتشيلو والفيولا وإلخ، صار يتوسّع التخت إلى أن تغيّرَ اسمُهُ وصار فرقة أوركسترا، شملت أكثر من ثلاثين عازف على مختلف الآلات الموسيقيّة، وهذا طبعًا أدّى إلى تغييرٍ شامل، فعبد الوهاب لم يقف مكتوف الأيدي حيالَ هذا التغيير والتطوّر، إنما سعى إلى التأقلم مع الوضع الجديد، فنظرَ إلى الموسيقا الغربيّة نظرة راقية ومتطوّرة ومرتبة جدّا، ولكن بشرط أن نحافظ على التراث القوميّ الموسيقيّ ولا نؤذيه، وهذا كلّه أدّى إلى خلق أنواع جديدة من الموسيقا مثل المسرح الغنائيّ، الأفلام الموسيقيّة والسينمائيّة، وعبد الوهاب أسهم كثيرًا في هذا المضمار، ولحّن ألحان عديدة لأفلام سينمائيّة لمطربين، وكان له أيضًا أفلامُهُ الخاصّة بأغانيه مثل:
فيلم الوردة البيضاء 1933، دموع الحب 1935، يحيا الحب 1938، يوم سعيد 1940، ممنوع الحب 1942، رصاصة في القلب 1944، لست ملاكا 1947، غزل البنات 1949، منتهى الفرح 1963.
أدخلَ عبد الوهاب العناصرَ الغربيّة في موسيقاه دونما إيذاء الموسيقا العربيّة وحُرمتها وانتهاك قدسيّتها وجَماليّتها، لأنّ نشوءَهُ في مدرسة القرن التاسع عشر، ونماءَ وعيِهِ الموسيقيّ في تربة التجويد والموشّحات، حصّنَهُ مِن خطرِ الانزلاق والإسفاف في مستوى الموسيقا العربية، وقد عارضَ كلّ مَن وجّهَ إليهِ إصبعَ الاتّهام باستخدام العناصرِ الغربيّة، وكانت له نظريّة واضحة يمكن تلخيصُها:
أوّلاً.. إدخالُ الآلات الوتريّة هو أمرٌ حيويّ يُفيدُ الموسيقا العربيّة ولا يؤذيها، إنّما يُعطيها خدمةً كبيرة جدًّا، لأنّه يُمكننا أن نؤدّي عليها أرباع الصّوت والمقامات الشرقيّة، مثل الرّاست والبياتي والسّيجاه وغيرها دون أيّة مشاكل، وهي آلات جميلة وتعبيريّة تتكلّم اللّهجة المصريّة العربيّة دون أيّة لكنةٍ هجينة، فكيف يمكن أن نتخيّل الأطلال دون آلة التشيلو الذي يفتتح الأطلال بها، أو معزوفة الحنّة لعبد الوهاب، فالتشيلو صارت تتكلّم اللّغة العربيّة الفصحى.
وثانيًا.. بالنسبة للآلات الموسيقيّة الضّاربة الإيقاعيّة فهي لا تعزف ولا تتعارض مع المقامات الشرقيّة، إنّما جاءت لدعم الآلات الإيقاعيّة الشّرقيّة، مثل الدّفّ والرّقّ والطّبلة وما إلى ذلك، ولا تأتي لتحلّ محلّها أو تستبدلها.
أمّا بالنسبة لآلات البيانو والأكورديون والفلوت وغيرها فقد استخدمها بحذر شديد في مقامات لا تحتوي على أرباع الصّوت، مثل مقامات النهاوند والكرد وغيرها، وكان استخدام هذه الآلات لإثراء الموسيقا، وكان موقفه واضحًا بهذا الصّدد بعدم إيذائه للموسيقا العربيّة، إنّما نادى بخدمتها وإثرائها وتطويرها بشكل حذر جدًّا ومُدرَك وواعٍ، دون وقوعِه في الهاوية والإسفافِ الموسيقيّ.
ومِن الأغاني التي تنمّ عن تجديد وحسّ مُرهفٍ إبداعيّ كان عليها تأثيرٌ غربيّ "أغنية أحبّ عيشة الحرية"، فقد اقتبس موتيف مُكوّن من أربع نغمات فقط من السّمفونية الخامسة لبتهوفن، وعالجهم بشكل مُوفّق وناجح وأصبحوا العمود الفقريّ في هيكل الأغنية، وهذه السّمفونية كان بتهوفن قد لحّنها واستعدّ لتقديمِها باسم أرويكا البطوليّة عام 1805، لإعجابه بشخصيّة نابليون وتمجيدًا له، ولكن عندما نصّبَ نابليون نفسَهُ امبراطورًا وخالفَ مبادئَ الثّورةِ الفرنسيّة، أحسّ بتهوفن بالخذلان وأراد تمزيق السّمفونيّة، ولكن تلاميذُهُ خلّصوا الأوراق مِن بين يديه، فقدّمها مُجرّدَ سمفونيّة رقميّة تحمل الرّقم 5، ويبدو أنّ عبد الوهاب بثقافتِه الواسعة قد عرف القصّة لهذه السّمفونيّة، فدمجَ فكرةَ الحُرّيّة مع الموتيف الموسيقيّ.
كان قد عُقدَ في القاهرة مؤتمرٌ موسيقيّ هامّ جدًّا، واشتركَ فيهِ لفيفٌ مِن الموسيقيّين الغربيّين والعرب، وكان الموسيقيّ اللّبنانيّ وديع سمرة قد اخترعَ بيانو شرقيّ، استخدمَ فيهِ أرباع الصّوت، ولكن للأسف الشّديد رُفضت الفكرة ولم تُقبل، ولكن فاجأنا عبد الوهاب باستخدام البيانو الغربيّ كما هو دون أيّ تغيير، ولحّن عليه من أجملِ ما لحّن أغنية "الصّبا والجَمال" للشاعر الأخطل الصّغير بشارة الخوري، وكانت مرافقة البيانو مرافقة غربيّة محضة، لغناءٍ تطريبيّ قرآنيّ تجويديّ مِن الدّرجة الأولى، جمَعَ بين متناقضيْن شديديْن بشكلٍ إبداعيّ.
وتقول رائعة الخطل الصّغير بشارة الخوري:
الصّبا والجَمال مُلك يديكِ/ أيّ تاجٍ أعزّ مِن تاجيْكِ/ نصبَ الحُسنُ عرشَهُ فسألنا/ مَن تُراها له، فدلّ عليكِ/ فاسكبي روحَكِ الحنون عليهِ/ كانسكابِ السّماءِ في عينيْكِ/ كلّما نافسَ الصّبا بجمالٍ/ عبقريِّ السّنا نمّاه إليكِ/ ما تغنّى الهزارُ إلاّ ليُلقي/ زفراتِ الغرامِ في أذنيْكِ/ سَكِرَ الرّوضُ سكرة ً صرعتهُ/ عندَ مجرى العبيرِ مِن نهديْكِ/ قتلَ الوردُ نفسَهُ حسدًا منكِ/ وألقى دِماهُ في وجنتيْكِ/ والفراشاتُ ملّت الزّهرَ لمّا/ حدّثتها الأنسامُ عن شفتيْكِ/ رفعوا منكِ للجمالِ إلهًا/ وانحنوا سُجّدًا على قدميْكِ.
وأيضًا في أغنية "يا مسافر وحدك" استخدم الـ كاستينيت؛ آلة إيقاع إسبانيّة تُستخدَم في رقص الفلامنكو، وكذلك استخدم آلة البيكولو؛ الآلة النافخة الصّغيرة ونادرة الاستخدام، استخدمها في أغنية "القمح الليلة".
وفي أغنية "اِجري اِجري" استخدمَ إيقاع الفوكس الذي يصفُ بدقّةٍ خببَ الحصان مع العربة التي يجرّها، وهناك نماذج كثيرة أخرى، وهذه التجارب الجريئة الناجحة هي نماذج قليلة لتوطيدِ العلاقة بين التقليد والتجديد، فجعلَ الفنّ الحديثَ ابنًا شرعيًّا بارًّا في الفنّ القديم.
CONVERSATION
الاشتراك في:
الرسائل
(
Atom
)
إقرأ أيضاً
-
كتب فراس الور قصة ناجحة جدا كعمل درامي تم إنتاجها في عام 2008، و هي عن رب اسرة إسمه المهندس أحمد الشيخ (الفنان مصطفى فهمي) و له ولدي...
-
*تربطني علاقة وطيدة بأصدقائي المسلمين بيروت/ غفران حداد ديانا رحمة ، ممثلة لبنانية قديرة من الديانة المسيحية تبارك وتشارك اصدقا...
-
بيروت ̷ غفران حداد الفنانة عهود إبراهيم ممثلة عراقية مغتربة لمع اسمها في الثمانينيات والتسعينيات دخلت الى معهد الفنون الجميلة في بغد...
-
نهار الاحد الواقع في الثاسع عشر من آذار ٢٠١٧ ،كرم معالي وزير الثقافة في جمهوريهة مصر العربية السيد حلمي النمنم الموسيقار مجدي فؤ...
-
كتب فراس الور فيلم درامي كبير مدة دقائق عرضه 180 دقيقة من انتاج سنة 1987 و هو من اخراج الاستاذ سمير سيف و من انتاج المنتج الراحل و...
-
من "بعد في شي ما التو" ولع الساحة الفنية طرباً، حالياً وجديده في الاسواق "معك فرحت" الحائزة على اكبر عدد للمشاهدة...
-
بيروت/غفران حداد ديانا ابراهيم ممثلة لبنانية، تخرجت من الجامعة اللبنانية قسم التمثيل والإخراج، دخلت مجال الفن من خلال مشاركتها في مس...
-
19 انبثقتِ الموسيقى مِنْ شهقاتِ الطَّبيعةِ، مِنْ أمواجِ البحرِ وزخَّاتِ المَطرِ، مِنْ هُبوبِ النَّسيمِ في صباحاتِ الرَّبيعِ، مِنْ حفيفِ ال...
-
أطلقت الفنانة العراقية شذى حسون، مؤخرا، على طريقة الفيديو كليب، بمشاهد حيّة من الثورة في العراق، أغنية «ابن هذا الوطن» من كلمات الشاعر ...
-
كتب: عزت اشرف مدير مكتب الغربة بالقاهرة في ضوء فعاليات حملة علشانك يا بلدى لتنشيط السياحة تحت رعاية إتحاد المستثمرات العرب برئاسة الدك...
0 comments:
إرسال تعليق