الجمهور يقول لملحم بركات: صاير كذّاب اللي بحبّو

النهار ـ غدي حداد
ليس "انت حر" مع جو معلوف على MTV برنامجا فنياً يعنى بخلافات أهل الفن ومصالحاتهم. لذلك كانت مداخلة الفنان ملحم بركات الثلثاء الفائت بحكم الصداقة التي تجمعه بمعلوف، وتتجلى كل لحظة عبر أثير "جرس سكوب" التي يديرها الأخير، ولا علاقة لها بطبيعة البرنامج الاجتماعي. أما الكارثة ففي مضمون المداخلة.
بعدما انشغلت الصحافة الفنية أسابيع بشائعة زواج ملحم بركات من الفنانة نجوى كرم، أطل الموسيقار في مداخلة لم تتجاوز سبع دقائق، بدا فيها فنانا وضيعاً مبتدئاً يلهث وراء الإعلام، فجّر معه، عن قصد أو غير قصد، فنانة لبنانية لم تعتد هذه الأساليب في مسيرتها.
بركات قال انه أطلق شائعة زواجه بعدما كان يتناول العشاء مع كرم وكان بادياً عليها التوتر لأنها على وشك دخول برنامج Arabs Got Talent بعد نجاح Arabs Idol، وتخشى ألا يلقى الرواج نفسه. الموسيقار "لم يهن عليه" قلق الفنانة المحبوبة، فقرر مساعدتها، وأي مساعدة! فاقترح عليها تسريب شائعة عن زواجهما المزعوم، تجعلها محط أنظار الصحافة والجمهور، وتشكل "دفعة" لها مع انطلاق البرنامج، على رغم رفضها الفكرة التي قال بركات انه استوحاها من منتجين أميركيين يسربون أخباراً خاطئة عن علاقة حب بين بطلة فيلمهم وبطله مما يساهم في الترويج له! 
وكان مثيراً للشفقة ذاك التصريح وللضحك أيضاً. تماما كما اعتذار بركات من المؤسسات الإعلامية التي سرّب اليها الخبر. فجأة تخلى "الموسيقار" عن وقاره وهيبته وتاريخه، ورمى بها في سلة فنان مبتدئ تارة يخترع خبر اصابته بمرض السرطان ليستجدي العطف. أو ممثلة تحيك أخبارا عن نجاتها من عصابة تخطف الفنانين في مصر. أو "متخرج" يسرّب أغنية اختارها بصوت فنان معروف تدرّب عليها ولم تعجبه. أو هاو يدّعي انه تزوج من هاوية ليتضح أنها "كذبة أول نيسان"... كل هؤلاء وضعهم بركات في جيبه الصغير. فلا عتب بعد اليوم عليهم، اذا كان كبير القوم ليس معلّمه.
نجوى كرم أيضا لم تتصرف بحكمة حيال المسألة. فابنة زحلة معجبة على ما يبدو بسياسة ابن طرابلس، لأنها مثله "نأت بنفسها" عما يحصل ويخصها، إلا من بعض التلميحات التي لا تفيد. أسابيع والصحافة الفنية "تتسلى" بهذا الموضوع. اذا صح تصريح الموسيقار، فكان يجب أن تسبقه إليه، وإذا لم يصح، فكان عليها توضيح كل المسألة أمام جمهورها، اللهم إلا إذا كان هناك ما تخجل به...
أخيراً كلمة الى الموسيقار: ليس صحيحا أن شائعة زواجك شغلت الرأي العام والناس والعباد، بل الصحافة الفنية والفنانين وحدهم. أما الناس فلم يعد يشغلهم سوى أمنهم ولقمة عيشهم ومصير أبنائهم. انتهى زمن "الفنان القدوة"، الذي كان مفترضاً أن تكون آخر من يحمل رايته. لكن يبدو أن الموسيقى ما عادت غذاء الروح في بلادنا بل صارت أرخص من الورق الذي تكتب النوتات عليه، واما أرواح أصحاب هذه النوتات "فجرفتهم" موجة الاستسهال.
السياسي عندما يكذب لا يشذ عن القاعدة لأن "من عهده ألا يدوم له عهد"، أما الفنان فعندما يكذب مرة لا يعود جمهوره يصدّق أي حرف أو كلمة يغنّيها أو ينطق بها. وها هو جمهور ملحم بركات اليوم يعيد اليه هدية سبق أن قدمها هو الى جمهوره، فيردّد معه: "صاير كذاب اللي بحبّو، صاير كذاب!".

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق