مسلسل أمير الليل: النتيجة لا تستحقّ

النهار ـ فاطمة عبدالله ـ
نتحسّر أحياناً لضيق هذه الزاوية، فنلجم الرغبة في الفيض. انتهى "أمير الليل"، مُقدّماً ختاماً ضعيفاً. 77 حلقة، انتهت باهتة الأثر، مُنطفِئة، مُفرطة في الوعظ. لا أسف هذه المرة على السطور القليلة، فالنتيجة لا تستحقّ.

المسلسل ("أل بي سي آي") مثقوب من الجهات كلّها. نصّ منى طايع، رغم نوستالجيته، يحتاج الى إعادة نظر. صنعت كوبلات مؤثرة، كأسعد رشدان وهيام أبو شديد، وكوبلات مُحمِّسة كعصام مرعب وروان طحطوح (لاحقاً أساء الدور إليها)، ثم تركت المسارات تتخبّط، صانعة لها، على عجل، أقداراً مُستَسهلة. في النصّ شرذمات وفي الإخراج (إيلي برباري) إخفاقات حوّلت ما نفترضه تراجيديا إلى ضحكات كارثية. تشرذم النصّ حين طالَ بلا مُبرّر، مُتكئاً، كعادات النصّ اللبناني، على المشهد الساذج (وجه رامي عياش المنكمش، ليلى بن خليفة وهي تصفع نفسها بالمنفضة (!)، وقفتها في السجن على صبّة واحدة، ثرثرة طحطوح على فراشها، موتها "المدسوس" في السياق كأنّ المسلسل لم يعرف كيف يتخلّص منها، وسذاجات أخرى مُشوِّهة).
قتل الإخراج المسلسل، وحفر بعض التمثيل قبره. وجوه لا تتفاعل. لا تؤثّر. لا تُقنع. بعض محاولات داليدا خليل نجت ونجحت. ميس حمدان أدّت الدور الأنضج، تخللته، لغياب إدارة الممثل، مبالغة في النواح والدمع. مشهد موتها واللحظات الأخيرة أثبتا مهارتها. بيتر سمعان وقع ضحية نهاية أفرغته من المشاعر وتعابير الوجه. مرّت مَشاهد أمسكها وأخرى خرج منها، فيما أسعد رشدان وهيام أبو شديد وبينهما عصام مرعب قدّموا للعمل خدمة إنقاذه الشاقة.
ثمة محاولات داعمة، جديرة بإنصافها: جمانة شمعون وعصام الأشقر في وداع ابنتهما، بساطة نهلا داود ولودي طايع، شهامة أحمد كرارة وتحمُّل خالد القيش. لحظات مُقنعة. افتقاد النصّ متانته، ضيّع جهود الجماعة، حاصراً بعض التميّز في الفرد. إيليج مسنّ الموهوبة زِينة المسلسل، رامي عياش أبدع في أغنية المقدّمة وصنع سحرها.

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق