فيلم لايكو، من إخراج وتأليف وسيناريو وتصوير ومونتاج وتمثيل ألياس عنتر




تحيّة للأستاذ ألياس عنتر، مؤلِّفِ ومخرجِ ومصوّرِ وممثّلٍ في فيلم لايكو، الَّذي ظهر إلى النُّورِ بعد جهودٍ مضنيةٍ وبأجهزةٍ وتقنياتٍ بسيطة، لا يمكنُ المجازفةُ بهكذا تقنياتٍ متواضعةِ، أن يطرحَ مخرج نفسَه بإخراج فيلم سينمائي طويل، إلَّا إذا كان المخرجُ مغامراً، ومعَ هذا فإنَّ إصرارَ المخرجِ وطموحَه، دفعاه أن يغامرَ بإخراجِ هذا الفيلم إلى النُّور، وحسناً فعلَ المُخرجُ لأنَّ خطوةَ الألف ميل تبدأ بخطوةٍ وقد خطاها بنجاحٍ! 

تتمحورُ فكرةُ الفيلمِ حولَ عائلةٍ سوريِّةٍ تضطّرُ بسببِ ظروفِ الحربِ والصِّراعاتِ الّتي مرَّتْ فيها سوريا إلى هجرةِ هذهِ العائلة من موطنِها الأصلي متَّجهةً نحوَ تركيا ثمَّ اليونان والعبورِ في العمقِ الأوروبي عن طريقِ مهرّبٍ، وقد لاقتْ هذهِ العائلة الكثيرَ مِنَ الصُّعوباتِ إلى أنْ وصلَتْ إلى ألمانيا، ولكن محطّتها الأخيرة كانت السُّويد للالتحاقِ بالأهلِ هناك، وتتشابكُ أحداثُ الفيلمِ، بعدَ وصولِ العائلةِ إلى ألمانيا، ويتمُّ ترتيباتُ تهريبِ العائلة المؤلّفة من زوج وزوجة وابنتهما عشتار، وقد أخذَ دور الزَّوج بطل الفيلم الفنّان نينيب لحدو وأخذتِ الأمُّ دور أم عشتار، وأخذتْ دور عشتار الممثّلة زيلكا يعقوب. وقد أحضرَ المهرّبُ جوازاتِ سفرٍ سويديّةً، لكن الشَّبه ما بينَ زوجة نينيب وابنتِهِ غير متقاربة في صورِ جوازاتِ السَّفرِ، لهذا تمَّ اكتشافهما بينما نينيب تمكَّنَ من عبورِ نقاطِ التَّفتيشِ، وفيما كانَ في الطّائرةِ، اتصلَ معَ ألياس، وهو أخوه في الفيلمِ، فقالَ له نينيب تمَّ اكتشافُ زوجتي وعشتارَ فهلْ أعودُ إليهما أم أتابعُ الطَّيرانَ نحوَ السّويدِ، فقال ألياس: لا، لا ترجع، تابع السَّفر وسنعالجُ موضوعَ زوجَتِكَ وعشتارَ لاحقاً، وهكذا تتشابكُ الأحداثُ بعدَ وصولِ نينيب وبقاء زوجته وابنته في ألمانيا. وأقفلَ المخرجُ الفيلم بطريقةٍ غير تقليديّة، وتركَ النّهايةَ مفتوحةً على الكثيرِ من التَّساؤلاتِ. يظهرُ ألياس في نهايةِ الفيلم ومعهُ بيتزا ويدعو نينيب للغداء، لكنَّ نينيب يعتذرُ، قائلاً: كيفَ سآكلُ وعشتار وأمّها ضائعتان؟ سأذهب لأتمشَّى وأنتَ تحدَّثْ معَ زوجتِكَ فهي مزعوجة من بقائي معكم، ومن دخاني، ثمَّ خرجَ في الأزقَّة، متوجّهاً نحوَ الغابةِ، سألَ ألياس زوجته ماذا حصل؟ قالت فعلاً فيما كنت أتحدّثُ معَ سيما أشرتُ إلى الوضعِ الّذي فيه، والدّخانِ الّذي ملأ البيتَ، فخرجَ ألياس يبحثُ عن نينيب، وسألَ إحدى الصَّبايا عنه، فأشارتْ إلى أحدِ الأزقةِ، فأسرعَ الخطى، دخلَ نينيب أحدَ الأنفاقِ، وإذ بصوتِ ألياس نسمَعُهُ يقولُ: نينيب عليكَ أنْ تخرجَ من النّفقِ، ثمَّ يظهرُ نينيب متَّكِئاً على حائطِ النِّفقِ، موسيقى حزينة، وردَّدَ نينيب ضاعَ العمرُ في انتظارِ الغدِ، ثمَّ يتمتمُ عشتار راحت، ويرمي بحصةً صغيرةً، والبيتُ راح ويرمي بحصةً ثانية، والوطنُ راح والحضارةُ راحتْ ويرمي بحصةً ثالثة ورابعة، المسيح للسماء (راح)! وبدا في أشّدِّ حالاتِ الانهيارِ وكأنَّهُ سيفارقُ الحياةَ، قائلاً: عشتار يا بنتي عندما تنجبينَ ولداً سمّيه نينيب، وتظهرُ في هذه اللّحظات صورةُ عشتارَ وخطيبِها، ويغنّي للسلام، نعم للسلامِ، نعم للسلام، ثمَّ نسمعُ صوتَ ناقوسِ الكنيسةِ، فيُخيَّلُ للمشاهدِ وكأنَّهُ فارقَ الحياةَ، ثمَّ يرنُّ هاتفُهُ وإذ بها عشتار، لكنَّهُ لا يستطيعُ الرّدَّ، فهل فارقَ الحياةَ أم مُغمى عليه؟! نسمعُ أغنية بالسِّريانيّة، تمَّ ترجمتها: "متى سيبزغ الفجرُ وينيرُ العالم، متى سيبزغ الفجرُ وينيرُ العالم، وتختفي الظّلمةُ؟ ربَّما يأتي يومٌ جديد. لقطة مقرّبة "زوم إنْ" لغيمةٍ بيضاء في كبدِ السّماءِ وينتهي الفيلم!   

مَنْ مثَّلَ في هذا الفيلم؟! 

قامَ ببطولةِ الفيلمِ الفنّان نينيب لحدو، وأجادَ دورَهُ باتقانٍ، معَ فريقٍ من الممثِّلين والممثِّلات، وقد شاركَ المخرجُ بالتًمثيلِ أيضاً، حيثُ بدا عبر دوره وكأنّهُ لا يمثِّل، فجاءتْ أدواره عفويةً وناجحةً، إضافةً إلى المهامِ الملقاةِ على عاتقِهِ من إخراجٍ ومونتاجٍ وسيناريو وتصويرٍ وتمثيلٍ والعديدِ من المهامِ الأخرى، وقامَ بالتَّمثيلِ مجموعةٌ من الممثِّلينَ والممثّلاتِ، من منطلقِ التَّضامنِ والتَّعاونِ معَ المخرجِ ومعَ فكرةِ الفيلمِ كي يقدِّموا ما بوسعِهم من إمكانياتٍ في مجالِ التّمثيلِ، وقد شاركَ إضافةً للفنّانِ نينيب لحدو، والمخرج ألياس عنتر، كلٌّ مِنَ الممثِّلين والممثِّلاتِ التّالية: عنتر ماروكي قامَ بدورِ أبو فارس/ المهرّب، وفعلاً شعرنا أنّنا أمامَ مهرِّبٍ عن حقٍّ وحقيقةٍ، وطوني ماروكي بدورِ فارس، أدى دورَهُ بطريقةٍ مناسبةٍ، وقامَتْ زيلكا يعقوب الَّتي أخذت دورَ عشتارَ بدورِها بمهارةٍ واقتدارٍ، وقام بيتروسيان كالي بدورِ ديمتري، ورغمَ قصرِ دورِهِ نوعاً ما لكنّهُ أدّاهُ بكلِّ عفويَّةٍ ونجاحٍ، وقامَ مارسيل كبرئيل بدورِ أنكيدو، الّذي تألّقَ في أداءِ دورِهِ بمهارةٍ عاليةٍ، وكم كانَ دور إيفا كارلسون بارعاً، والّتي أخذتْ دور زوجة المهرّب، ومعَ أنّهُ كانَ قصيراً جدّاً لكنّها أدَّتْهُ ببراعةٍ، خاصّةً عندما واجتهه مواجهةً عنيفةً وكأنّنا أمامَ واقعٍ حقيقيٍّ لزوجةٍ تقفُ في وجهِ زوجِها المهرّبِ الّذي يعرِّضُ أسرتَهُ للخطرِ، ونجحَتْ زلكي لحدو الّتي قامت بدور زلكي ATV، وتمكّنتْ نجاح كبرئيل الّتي أخذت دور نجاح من أداءِ دورِها بشكلٍ مناسبٍ لما أُسنِدَ إليها، وأمّا سيما عنتر برصوم الَّتي أدّتْ دور سيما، فكانتْ ممثلةً بارعةً في أداءِ دورِها، فقد كانت طبيعيّةً وكأنّنا أمام ممثِّلة محترفة، وقام الممثّل جورج برصوم بدورِ جورج، والممثلات جوزفين، وريبيكّا، وإلينور، وقاموا بأدوارِهم بما يتناسبُ سير أحداثِ الفيلم. 


حضرتُ الفيلم مرَّتين، وأودُّ في البدايةِ أنْ أقدِّمَ خالصَ التَّحيّة والتَّقدير لكلِّ فريقِ العملِ، ابتداءً من الكاتبِ والمخرج ألياس عنتر والفنّان نينيب لحدو، مروراً بكلِّ الممثِّلين والممثِّلات تباعاً، فقد أجادَ الممثِّلون والممثِّلات أدوارهم بمستوياتٍ مقبولةٍ ومتفاوتةٍ وهناك من أجاد بمستوى مقبول وجيّد وجيّد جدّاً، خاصَّةَ أنَّ أغلبَ الممثِّلين والممثِّلاتِ هم هواةٌ في التّمثيلِ، وما قادَهم إلى التَّمثيلِ هو التّعاونُ والتّضامنُ معَ المخرجِ ومعَ مضمونِ الفيلمِ الّذي كانَ يمسُّ كلَّ شخصيّةٍ من الشَّخصيّاتِ الّتي مثَّلتْ في الفيلمِ، وقدْ جاءَتْ سيرُ الأحداثِ تحملُ تشويقاً وعرضاً مقبولاً، إلى حدٍّ تمكَّنَ المخرجُ معَ طاقمِ العملِ من إيصالِ الفكرةِ الّتي أرادَ أن يقدِّمَها المخرجُ للمشاهدِ، لكنِّي وجدْتُ من خلالِ مشاهدَتي الدَّقيقةِ ومتابعتي لسيرِ الأحداثِ، أنَّ سياقَ التَّصويرِ جاءَ في بعضِ المشاهدِ قطْعاً، أو نقْلاً من مشهدٍ إلى آخر، دونَ الاستهلالِ للَّقْطَةِ اللَّاحقةِ، ولكنْ معَ هذا القطْعِ المفاجِئِ لبعضِ المشاهدِ، جاءَتِ الأفكارُ واضحةً والفكرةُ وصلَتْ للمشاهدِ، وبرأيي أنَّ سببَ هذا القطْعِ الّذي حصلَ في بعضِ مشاهدِ التّصوير أحياناً، كان بسببِ ضغطِ العملِ وانهماكِ المخرج بعشراتِ المهمّاتِ الملقاةِ على عاتقِهِ، وانشغالِ الممثلينَ والممثِّلاتِ بالكثيرِ مِنَ الالتزاماتِ الخاصّة بهم، لأنَّ أغليهم ما كانوا متفرِّغين للتمثيلِ، وللعملِ، بل قاموا بتقديمِ أدوارهم بحسبِ ظروفِهم وما كانَ مُتاحاً لهم، لأنَّ الإمكانياتِ المُتاحةَ قليلةٌ وفريقُ العملِ لا يكفي لإخراج فيلم من دقائقَ، فكيفَ أخرجَ فيلماً طويلاً، لهذا أيّةُ ملاحظة ووجهة نظر أقدِّمُها حولَ الفيلم، ليست إلّا رؤيةً تقويميّةً للعملِ ورؤيةً نقديّةً تحليليّةً بهدفِ الاستفادةٍ لأعمالٍ قادمةٍ. وأحياناً ما كانَ هناك ربطٌ في الحالة الانفعالية/ العاطفيّة والحواريّة لما يأتي بعدها من أحداثٍ، وكانَ من المستحسنِ أن يتمَّ عرض تسلسل الأحداث بطريقةٍ مترابطة مع بعضِها بعضاً، ولهذا أرى أنّه من الضّروري دراسةُ الأحداثِ وحيثياتِ الحوارِ والانفعالاتِ، بربطِها بما قبلَها وما بعدَها من أحداثٍ في سيرِ القصّة/ السيناريو!

والسُّؤالُ هل جاءَ تصويرُ أحداثِ الفيلمِ بناءً على سيرِ السِّيناريو أو القصّة، أم جاءت في بعضِ الأحيانِ بما هو مُتاحٌ لكادرِ التّميثلِ وظروفِ التَّصويرِ المستجدّةِ وسيرِ الأحداثِ بشكلٍ ارتجالي من قبلِ المخرجِ لصعوبةِ توفُّرِ الممثّلينَ في الزّمانِ والمكانِ المناسبَين خلالَ عمليّةِ التَّصويرِ؟ مع أنّني أقدِّرُ عالياً صعوبةَ الظُّروفِ الّتي كانتْ تصاحبُ المخرجَ وفريقَ العملِ، إذْ أنَّ هكذا عملاً جماعيَّاً لإعداد وإخراج وتمثيل فيلم طويل يتطلَّبُ الكثيرَ من اللّقاءاتِ والتّدريبِ والتَّوجيهاتِ بينَ المخرجِ وفريقِ العملِ، ولكنَّ صعوبةَ وبُعْدَ الممثّلين وظروفَ الممثّلين أحياناً يؤثِّرُ على أداءِ أدوارِهم ضمنَ الوقتِ المتاحِ لهم، لهذا يبدو أنَّ المخرجَ كانَ يحلُّ ما يُتاحُ لهُ من امكانياتِ ما يُمكن تصويرِهِ ومعالجته فنّيَّاً بحسبِ توفّرِ الممثِّلين والممثِّلاتِ على أرضِ الواقعِ.

ومن الواضحِ لكلِّ مَنْ يشاهدُ سيرَ الحوارِ وأحداثَ الفيلمِ، أنَّ الكثيرَ من حواراتِ أحداثِ الفيلمِ تركَّزتْ على الاتصالاتِ الهاتفيّة، ولم يتم في بعضِ هذهِ المشاهدِ خلالَ الاتصالاتِ إظهارُ صورةَ المتَّصلَين، فقد تمَّ إظهارُ صورة أحد الطَّرفين في بعضِ الأحيانِ، ولهذا يُستحسنُ إظهار صورة الطَّرفَين المتَّصلَين، ويُمكنُ معالجةُ هذهِ الحواراتِ بتصويرِ الطّرفين ثمَّ ادخالهما عبرَ المونتاجِ بكلِّ سلاسةٍ، كي تأتي الاتصالاتُ معبّرةً ومقنعةً لوقائعِ الأحداثِ، وتُبرزَ حالتَهم وانفعالَهم وظروفَهم القلقةَ الّتي يمرّون فيها.  

نجحَ المخرجُ في الكثيرِ من المشاهدِ على اختياراتِهِ للموسيقى التَّصويريّة، فجاءَتْ منسجمةً معَ سياقِ الفيلمِ، ومعبِّرةً عن المشاهدِ والأحداثِ خلالَ تقديمِ هذهِ الموسيقى. وأعطَتْ للمَشَاهدِ والأحداثِ والحوارِ، تعبيراً واحساساً يترجمُ واقعَ الحالِ الَّذي يمرُّونَ فيهِ من مواقفَ حزينةٍ وأليمةٍ، وأحياناً مواقفَ فيها أخبارٌ سارّة.

وحولَ موضوع نقلِ الكاميرا، حبذا لو تمَّ التّركيزُ على التقاطِ مشاهدَ خاطفةٍ من المدينةِ ومن الطَّبيعةِ وبمساحاتٍ بانوراميّةٍ ضمنَ سياقِ عرضِ الفيلمِ كي تخفِّفَ من تزاحمِ المَشَاهدِ القريبةِ للكاميرا، فقد التُقِطَتْ أغلبُ أو الكثيرُ من مشاهدِ الفيلمِ من زاويةٍ قريبةٍ، وحبذا لو تخلَّلَ ما بينَ مشهدٍ وآخرَ صورٌ بانوراميّة شاملة للممثِّلين وبمساحاتٍ فسيحةٍ، كأن يتمَّ التقاطُ مشاهدَ على مساحاتٍ رحبةٍ من المدينةِ أو الشَّارعِ أو الغابةِ، لأنَّ السِّينما معروفةٌ بمشاهدِها البانوراميّةِ الفسيحةِ. صحيح تخلَّلَ الفيلمَ بعضُ المشاهدِ الرّحبة والبانوراميّة لكنّها كانت قليلةً، ولكنِّي في الوقتِ نفسِهِ، أقدِّر إمكانيّاتِ أجهزة التَّصوير وإمكانيّة حركة المخرج والممثِّلين والممثّلات، لأنّ هكذا تصويراً يتطلّبُ أجهزة تصوير عالية الدِّقة والحرفيّة، وهذا ما لم يكُن متوفِّراً لدى المخرج، إضافةً إلى أنّ كلَّ الإمكانيات وأجهزة التَّصوير الّتي سُخِّرتْ لإنتاجِ وتصويرِ هذا الفيلم كانت إمكانياتٍ متواضعةً، وأستطيعُ القولَ إنَّ أجهزةَ بعض مصوِّري حفلاتِ الزِّفافِ، أكثرُ حداثةً ودقّةً في التّصوير، ممّا توفَّرَ لدى مخرج هذا الفيلم، ومعَ هذا استطاعَ أن ينطلقَ ممّا كانَ مُتاحاً لديهِ وأنجزَ هذا الفيلم الطّويل، والّذي  أعتبرُهُ ناجحاً بمقاييس إعداد وإخراج الأفلام، ولا يمكنُ لأيِّ فيلمٍ سينمائي طويل وحتّى الفيلم السِّينمائي القصير أن يخلو من بعضِ النّقصِ والملاحظاتِ الَّتي يمكنُ أن نُوجِّهَها إلى المخرجِ والفيلمِ بشكل عام، بقصدِ تعمّيقِ وتطويرِ الفيلمِ، فدائماً هناكَ ما يُمكنُ أن نقولَهُ من ملاحظاتٍ ومقترحاتٍ لتحسينِ وتطويرِ أي فيلم، حتّى وإنْ كانَ بإمكانياتٍ وأجهزةٍ حديثةٍ للغايةِ، لأنَّ القضيّةَ في هذا السِّياقِ تتعلّقُ بمهارةِ المخرجِ والمصوّرِ والسِّيناريست والممثّل وكل طاقم العمل ومدى تعاونِهم وتفانيهم وتناغمِهم معَ بعضِهم بعضاً.

ولدي الكثيرُ مِنَ التَّساؤلاتِ ووجهاتِ النَّظرِ الأخرى حولَ هذا الفيلمِ الَّذي كتبَ السِّيناريو وأخرجَهُ ومثَّلَ فيهِ الأستاذ الكاتب ألياس عنتر، إلَّا أنّني أكتفي بهذهِ القراءة والرُّؤية والملاحظات حولَ هذا الفيلم، تاركاً بقيّةَ تساؤلاتي ورؤاي ووجهات نظري كي أطرحَها على المخرجِ ألياس عنتر والفنّان نينيب لحدو ومَنْ سيشاركُ من فريقِ التّمثيلِ في لقاءٍ مفتوحٍ معهم في قناةِ السَّلامِ الدَّوليّة عبرَ برنامج "من أجلِ التَّنوير" حيثُ استضفتُ مخرجَ الفيلمِ منذُ أنْ ظهرَ الفيلمُ إلى النُّورِ في الخربفِ الفائتِ 2022، ولبّى المخرجُ دعوتي مشكوراً، لكنّهُ أحبَّ أنْ نؤجّلَ هذا اللِّقاءَ إلى أنْ يكونَ جاهزاً ومتفرِّغاً للقاءِ، حيثُ كانَ وما يزالُ مشغولاً بتوزيعِ وعرضِ الفيلم ومتابعةِ ردودِ فعلِ المشاهدينَ والمشاهداتِ من شتّى المستوياتِ وقد لاقى الفيلمُ صدىً طيّباً لدى الكثيرِ من المشاهدينَ والمشاهداتِ. وكلُّ هذا يبشِّرُ بالخيرِ ويقودُ المخرجَ وفريقَ العملِ إلى أن يفكّروا بفيلمٍ آخرَ.

فهل يراودُ المخرجَ ألياس عنتر، الإقدامُ على تجربةٍ ثانيةٍ، بكتابةِ وإخراجِ فيلمٍ في المستقبلِ القريبِ أو البعيدِ؟! 

أشكرُ من جديد المخرج الأستاذ ألياس عنتر على تفانيه وصبرِهِ ومتابعتِهِ وإصرارِهِ على إعدادِ وكتابةِ سيناريو الفيلمِ والإخراجِ والتّصويرِ والتّمثيلِ والمونتاجِ، لِما بذلَهُ من طاقاتٍ مٌدهشةٍ إلى أنْ ظهرَ الفيلمُ إلى النُّورِ، وأشكرُ الفنّان نينيب لحدو لبراعتِهِ في أداءِ دورِهِ، كما أشكرُ كلَّ الممثِّلين والممثِّلات، على الجهودِ الَّتي بذلوها إلى أن خرجَ هذا الفيلم إلى الشّاشةِ الكبيرةِ، متمنِّياً للجميعِ النَّجاحَ والتَّألقَ في أعمالٍ قادمةٍ، وللأستاذِ ألياس عنتر المزيدَ من العطاءاتِ في الإخراجِ والإبداعِ في سائرِ الاهتماماتِ الأدبيّةِ والفنّيةِ!


صبري يوسف

أديب وتشكيلي سوري مقيم في ستوكهولم

مدير مجلّة وقناة السَّلام الدَّوليّة     


CONVERSATION

5 comments: