" عن قرب ّ ، " بدون حرج " ، " المواطن اليوم " و غيرها من البرامج الحوارية ،التي أصبحت تعرف إقبالا من المشاهدين المغاربة ، بالنظر لدرجة مهنيتها و قربها من إنتظارات الجمهور المغربي ، على عكس قناتي الأولى و الثانية ، اللتين هرولتا خلف المسلسلات و برامج الواقع الترفيهية ، دون الإنصات لرغبات و تطلعات المشاهد المغربي ، الذي يرغب في إعلام سمعي بصري ، قريب من مشاغله و اهتماماته المتجددة و المتغيرة ، فجيل " المروكو مول " ، غير جيل الستينات و السبعينات و الثمانيات ، حيث أصبحت اليوم ، الصورة هي الأقوى حضورا في المشهد الإعلامي المعاصر .
الأكيد ، هو أن قناة ميدي 1 تي في ، قد ربحت الرهان و سحبت البساط ، من القناتين ، هذا دون الحديث ، عن القنوات الأخرى ، والتي لا تحظى بنسبة مشاهدة مهمة وو جودها كعدمها .
فلاهي ، استطاعت أن تشد إليها ، المشاهد بشبكة برامج مهمة و لا هي نجحت في أن تكون إضافة نوعية ، في المشهد التلفزي المغربي ، وبقيت بلا جمهور يتطلع إلى جدديها ،من حيث تقنيات الإخراج و إعداد الديكور و طريقة معالجة الملفات المطروحة للنقاش ، فضلا عن فن إدارة النقاش مع الضيوف ، الشيء الذي نجحت فيه ، قناة ميدي 1 تي في ، من خلال برامجها السياسية و الاجتماعية بشقيها العربي و الفرنسي ، باحترافية و مهنية ، لا يمكن إلا لجاحد أن ينكر حضورهما اللافت .
إلا ، أن الملاحظ على المواضيع المطروحة للنقاش ، لا تتجاوز الجسد أو تدور في فلكه ، والحال أننا نعاني من عدة إختلالات مجتمعية و سياسية ، لا تعرف طريقها إلى المشاهد المغربي ، الذي يجد ضالته ، في البرامج الأجنبية الفرنسية منها خاصة ك" مبعوث خاص " و " كبطال " .
من المواضيع الغير مسبوقة و التي تحتاج إلى معالجة جريئة ، "واقع عاملات الحي الصناعي " ، " شركات الوساطة " ، " بيع اللاعبين " ، " هجرة الأدمغة " ، " معاناة ذوي الحاجات الخاصة " ، " البناء العشوائي " ، " المتميزون " ،" واقع المهاجرين بلا أوراق " ، " الرشوة " ، " الباعة الجائلين " ، " علاقة المواطن بالإدارة " ، " مهنة سائق طاسي "، " واقع المعامل السرية " ، " هجرة الأفارقة والأسيويين إلى المغرب " و غيرها من المواضيع ، التي لا يتسع الحيز لذكرها .
لأن من شأن ذلك ، الرفع من نسبة المشاهدة ، و إعادة المشاهدين إلى الجلوس ، أمام التلفاز ، عوض الجلوس لساعات أمام الحاسوب أو في المقاهي أو التسكع في الشوارع ، بسبب غياب برامج تشده إلى الواقع و البحث عن حلول لكل القضايا العالقة و التي تحتاج إلى نقاش عميق ووازن من مختصين و مهتمين في المجال .
و لعل التجربة الرائدة ،لقناة " عين السبع " من خلال برنامج " وقائع " ، الذي كانت تنشطه كل من الإعلامية سمية المغرواي و نسيمة الحر ، إلا خير دليل ، على أن المشاهد المغربي ، يتماهي مع البرامج الحوارية الاجتماعية ، التي تشبهه و تتكلم عنه و بشأنه ، ولا يلتفت إلى برامج " أحلام اليقظة " ، التي تتحدث في و عن كل شيء إلا عنه وعن واقعة .
الحل هو التغيير و التجديد.
0 comments:
إرسال تعليق